يونس خلف
ربما لست الوحيد الذي عرف ديانة الزميل الصحفي والأديب السوري الكبير الراحل وليد معماري من النعوة فقط ، لطالما التقيناه وقرأنا له كثيراً لا بل كنا ننتظر ونراقب زاوية قوس قزح في صحيفة تشرين لنرى ماذا يكتب .
هذا مثال آخر على أننا في سنوات عمرنا وإلى وقت ليس ببعيد لا نعرف بين زملائنا وأصدقائنا من هو مسلم ومن هو مسيحي، إلا أن الأمر امتد مع الزمن إلى أكثر وأبعد من مراحل عمرنا الأولى ، وقد ذكرت ُ غير مرة قبل هذا المثال أيضاً أنني لم أكن أعرف أن الزميل والصديق خالد الأشهب رحمه الله (توفي في الثاني من كانون الأول ٢٠١٧) وكان مدير التحرير في صحيفتنا “الثورة” بأنه مسيحي إلا قبل وفاته بعام واحد فقط رغم مرور كل هذا العمر الزمني والمهني.
نقول ذلك اليوم ونحن نودع الزميل الإعلامي القدير والأديب السوري الكبير وليد معماري وأيضاً بمناسبة أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية وقد ترسخ شعور في ثقافتنا بأن أي عيد هو مناسبة لمشاركة الجميع فيه. هذا طبعنا وهذه ثقافتنا ورسالتنا الإنسانية والحضارية والوطنية التي تعلمناها في وقائع حياة الأسرة السورية الكبيرة.
حياتنا واحدة ونتنفس الهواء من جسد واحد ..
فعند المسلمين هناك أعياد الفطر والأضحى والمولد النبوي وغيرها. وعند المسيحيين عيد الفصح وعيد الغطاس وعيد القيامة وأحد الشعانين وغيرها.. وتتشابه الاحتفالات بالأعياد بيننا وتتكامل اللوحة الوطنية والحضارية في زيارات العائلات وصناعة كعك العيد وإقامة الموائد العامرة . وثمة وقائع وقصص عن الكثير من المسلمين الذين يشاركون المسيحيين فى صوم العذراء مريم عن طريق تناول وجبات مشتركة ويتبادلون التهاني والزيارات .. وهذه عادات ومظاهر تعكس الروابط الإنسانية والحضا ية والوطنية التي لن يعفو عليها الزمن و إنما يوما بعد يوم تعززها الاسرة السورية الكبيرة الواحدة.