الثورة – دينا الحمد:
لا يختلف اثنان على أن الاضطرابات التي تحاول واشنطن وعواصم “الناتو” إثارتها اليوم في كازاخستان، وتفجير الأوضاع فيها، هو حلقة في سلسلة تطويق روسيا بالأزمات، ومحاولة ضربها في خاصرتها، وفصل العديد من الجمهوريات السوفييتية السابقة جنوب كازاخستان عن روسيا وإبعادها عنها، والتسلل الغربي إليها.
ولعل ما يجري اليوم من أحداث في كازاخستان لا ينفصل أبداً عما جرى ويجري أيضاً في أوكرانيا والبحر الأسود وعموم محيط روسيا، فأصابع الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل، وحتى النظام التركي الذي يحاول السيطرة على الدول المعروفة بمصطلح “الستانية” مثل طاجيكستان وأوزبكستان وغيرهما، أصابع واضحة للقاصي والداني، وما جرى من حرب في أذربيجان مؤخراً خير شاهد على مثل هذا التدخل الغربي والصهيوني والتركي السافرـ هدفه تأجيج الفتن والأزمات والحروب كما تفعل عواصم الغرب في سورية والعراق وأفغانستان وليبيا والعديد من دول العالم الأخرى في شرق المعمورة وغربها.
والهدف العربي لم يعد خافياً على أحد وهو فرض الأجندات الغربية على روسيا والسيطرة على دول الاتحاد السوفييتي السابقة وتحقيق المصالح الغربية الاستعمارية، من دون أي احترام للقوانين الدولية والشرائع الإنسانية والأخلاقية، ومن دون أي احترام لحياة الأبرياء الذين يسقطون ضحايا الأزمات وتشريدهم وتخريب المجتمعات وتدمير الدول.
وقبل كازاخستان لنأخذ مثالاً آخر وهو أوكرانيا، فقد روجت واشنطن كثيراً أنها تدعم استقلال هذه الدولة وحرية شعبها، والكثير من السذج في هذا العالم صدقوا مزاعمها تلك، مع أن تحركاتها هناك كانت تشي بحقيقة أجنداتها الاستعمارية المذكورة.
كازاخستان إذاً هي إحدى دول “الطوق الروسي” وإثارة أميركا وعواصم الغرب للأزمات فيها، ومحاولة اختلاق ما يسمى “الثورة الملونة” فيها اليوم يؤكد حقيقة ما نذهب إليه، ويفضح ادعاءات واشنطن وأكاذيبها حول دعم الدول والشعوب ويكشف أن الهدف هو تطويق روسيا بالأزمات والحروب والفوضى الهدامة.