الثورة- ديب علي حسن:
اليوم الجمعة السابعة صباحا كنت قد اتخذت مقعدي على طاولة الكتابة في المطبخ أعددت مشروبا دافئا بعد قليل استيقظت حكومتي كما أسميها ..بضع دقائق كانت قد بدأت عملها اليومي .
تابعتها بكثير من الاهتمام اليوم وفي البال أكثر من سؤال.
بدأت العمل بالتنظيف وبالماء البارد ..ثوان كانت تمسك بوعاء كبير أعدته من ليل أمس..وضعته على نار هادئة ..أحضرت رزمة مقدونس وهذا اسمه ليس بقدونس..أعدتها للنقع والتعقيم ..
بعد ذلك سمعت طرقا خفيفا إنه هرس الثوم لتتجه بعد قليل إلى فتح نوافذ البيت وتهوبته ومن ثم العمل على تعقيم ما يجب تعقيمه .
سلسلة عمل متواصل لم يقطعه إلا وضع وجبة الفول على الطاولة بعد العاشرة صباحا حيث يكون الأحفاد قد استعدوا للإفطار..
تسأل الجميع :ماذا ينقصكم ..ماذا تريدون..بعد قليل أراها تتجه إلى وعاء كبير قطعت فيه أوراق الملفوف أعدت حشوتين له …برغل مع توابله ..وأرز ايضا مع ما يستلزم.
.على الشرفة حيث حل دفء الشمس كانت طاولة صغيرة تتوضع قربي ..بدأت رحلة العمل والتحضير للغداء ..
بعد العصر ليس ثمة استراحة ..كتاب بيدها غالبا ما هو رواية …تدون تقرأ تلخص تنتج مادة صحفية وهي التي التي لم تتوقف عن الكتابة منذ عام ١٩٨٦م ومازالت ..
قد يسأل أحد ما :وما مناسبة ذلك ؟
أمس تفقدت الزميلة غصون سليمان رئيسة دائرة المجتمع اكثر من مرة..لم أجدها..
حين خروجي من الجريدة كانت عائدة وقد بدا أنها كانت تتابع فعالية ما …سألتها عن الأمر فقالت :كنت أتابع فعالية ( لا تسكتي ) ..طبعا من وحي ما حدث لسيدة سورية كانت ضحية عنف ما .
واقع بغض النظر عما فيه يطرح آلاف الأسئلة:كيف للعقل أن يفسر ما يحدث …سيدات الحياة السوريات …هن خصب الحياة ..أم وأخت وزوجة …نساء الفعل الذي يعطي الحياة معناها ..ويصدق هنا القول المعروف :كل ما لا يؤنث لا يعول عليه.
ومن قال :وإذا لم تكن الأمهات كتابا فكيف يقرأ الأبناء..
المرأة أم وأخت وزوجة هي الحياة وكتابها وكاتبتها ..
شكرا لكل سيدة سورية ..شكرا لكن ..لك ..لهن ..
أنتن كتاب الوجود وإذا كان ثمة من لايعرف قراءة حرفا في الحياة فلا يعني أن الجحود هو الجذر..
المرأة السورية امبرطورة وملكة وأميرة هذا ما دونه التاريخ وهي اليوم تضيف مجدا إلى أمجاد..
لقد أيقنت أنها تجعل من اليوم بالإنجاز أياما…وهذا ما نعجز عنه نحن من ندعي أننا ..