الثورة _ فؤاد مسعد:
يتابع المخرج رشاد كوكش تصوير أحداث مسلسل (حوازيق) تأليف زياد ساري وبطولة عدد من الفنانين: سلمى المصري، وائل رمضان، علا باشا، فاتح سلمان، زينة بارافي، وائل زيدان، رونالدو خزوم، إضافة إلى العديد من الفنانين الضيوف، وهو من إنتاج شركة أفاميا للإنتاج، والعمل منفصل متصل يتم تصويره في مكان واحد (سيت كوم) ويقع في ثلاثين حلقة مدة كل منها عشرون دقيقة وتدور الأحداث ضمن فندق (مزهرية غربة).
حول المحور الرئيسي للعمل يقول المخرج رشاد كوكش: (هناك عائلة لديها فندق قيد الصيانة يقنعها صاحب مكتب عقاري بتأجير غرفة لتستطيع تسديد الفواتير المستحقة على الفندق، وفي كل مرة يأتي نزيل جديد له قصته ومشكلته التي يتفاعلون معها ويحاولون مساعدته في حل مشكلته، وهي المرة الأولى أتعاون فيها مع الكاتب وقد تميز الحوار الذي كتبه بحس كوميدي لطيف وذكي، حتى إن الممثلين عندما قرأوا العمل تفاعلوا معه).

يشير المخرج في حديثه إلى أن الطرح العام للمسلسل ليس بجديد فسبق أن رأيناه بأعمال أخرى ولكن تختلف المعالجة، وحول تسمية العمل فقد يحمل اسمين (حوازيق) أو (فندق مزهرية غربة)، يقول: (أخذنا تمثال مسرحية “غربة” التي قدمها الفنان القدير دريد لحام وحولناه لشعار في العمل حتى إنه موجود في الكثير من اللقطات، وأحببنا القول أن النزلاء الذين يأتون للفندق هم أشبه بورود يقصدون هذه المزهرية.
أما “حوازيق” فهو اقتراح المنتج فراس الجاجة الذي رأى أن الحكايات التي تُحكى في حلقات العمل أشبه بحزقة قد تكون موجعة أو مضحكة، فلأنه لدينا الكثير من النماذج المُقدمة في المسلسل ويضم العمل حوالي اثنين وعشرين عنواناً وحكاية).
وحول صعوبة التصوير في المكان الواحد خشية تكرار زوايا التصوير يؤكد أن الفندق الذي تجري فيه عمليات التصوير كبير ويضم العديد من الزوايا ما يخلق حالة من التنويع.

وعن مفهومه للكوميديا وآلية تعاطيه معها انطلاقاً من هذه التجربة يشير إلى أنه أثناء التحضير للعمل اتفق مع الممثلين على آلية معينة للعمل ساعياً لئلا يكون هناك حالة تهريج أو خروج عن الخطوط التي يتم تناولها، مشدداً على حرصه لإبقاء العمل مشدوداً وأن يُقدم باحترام، مؤكداً أن العمل يذهب باتجاه تقديم وجبه لطيفة للمشاهد يحبها وتنسيه قليلاً من همومه وتجعله يتعاطف مع النزلاء الذين يقصدون الفندق.
يحوي العمل جملة كوميدية رشيقة ولطيفة، وفي الوقت نفسه تحمل كل حلقة منه مواقف إنسانية بعضها مؤلم، هذا ما يؤكده المخرج رشاد كوكش الذي أشار إلى أن الحالة الكوميدية التي يتم تناولها هنا تعبّر عن المفارقات التي يمر بها هؤلاء الأشخاص وطباعهم، وتقدم رسالة إنسانية في كل عنوان، وينهي كلامه بالحديث عن حكايتين من المسلسل، يقول: لدينا حلقة (غينيس) تحكي عن شاب يقيم في الفندق وتفوح منه رائحة كريهة لأنه لم يستحم منذ خمس سنوات والهدف دخوله موسوعة غينيس، ولكن هذا طموح صعب المنال للوصول إلى الشهرة، وتجري العديد من المفارقات بسبب رائحته ومحاولة تخليصه منها، وهناك حكاية أخرى تحمل رسالة انسانية تعرض عبر حلقتين تحكي عن مُعمّر يبلغ مئة وخمسة وعشرين عاماً وقد أدى دوره باقتدار الفنان أسامة الروماني، يعيش وحيداً رغم أن لديه خمسة وأربعين ولداً وحفيداً لا يراهم، وعندما يقيم في الفندق يجد دفء العائلة والمودة والمحبة والعناية، وفي النهاية يأتي ابنه الكبير مفتشاً عنه، فيأته الجواب: لو كنتم قد اهتممتم به لما أتى إلى الفندق.