احتمالات تعبيرية عفوية تطرحها ليزا غازي في لوحاتها..

الثورة – أديب مخزوم:
تسعى الفنانة التشكيلية ليزا غازي لإظهار حالات الدمج الحيوي بين الواقع والتجريد، أو بين الداخل والخارج، على اعتبار أن الداخل فسحة للهواجس والرموز الذاتية، والخارج فسحة لإعادة توازن المنطق التشكيلي، المستمد من معالجة الأشكال الواقعية.
فاللوحة عندها تستعرض إيقاعات الأشكال والألوان، من خلال الاتجاه في أحيان كثيرة، نحو مظاهر اختصار واختزال العناصر ( الإنسانية والنباتية والمعمارية والبحرية..) ودمجها بمزيد من البنى التشكيلية التجريدية الهندسية أحيانا، لإعطاء المدى التشكيلي إضاءات جمالية معاصرة.
وفي هذا الإطار تعمل لإظهار التفاعل الحيوي العفوي، بين الخطوط والإيقاعات ودرجات اللون، لإظهار الدلالات العفوية في مساحات التشكيل الهندسي. فهي تختصر الأشكال والعناصر، وأكثر من ذلك تجعلها متداخلة مع المساحات التجريدية التي نجدها في خلفيات لوحاتها.

هكذا تختصر أشكالها التعبيرية، وتقدمها من خلال استخدام تقنية السطوح الخشنة، إلى جانب السطوح الناعمة، التي تبقى بعيدة عن الكثافة اللونية والتركيب الطبقي للون.

ولوحاتها في أقصى حالات الاختصار، تبقى على اتصال بعناصر أو بإشارات الأشكال الواقعية، وبالتالي فاللوحة في حالاتها المختلفة تتدرج ما بين اللمسة التعبيرية وتفتح الرؤية التجريدية في الخلفيات أو في مقاطع من لوحاتها، وهي مرة تذهب إلى تقديم لوحة بحركات لونية انسيابية، ومرات تتجه لتنظيم تعبيراتها الانفعالية بممارسة حريتها ، ضمن توازنات هندسية قريبة من لباس المهرجين، فتشكل لوحاتها على أنها مشغولة بإحساس وعاطفة وانفعال، رغم مظاهر العقلنة الناتجة عن المساحات الهندسية، التي تعمل من خلالها لإظهار عنصر الموازنة والمواءمة بين المساحة والأخرى في اللوحة الواحدة.
وفي أكثر الحالات نجد ما يشبه الأشكال المربعة والمستطيلة والدائرية، ويزداد هذا الشعور كلما ذهبت بألوانها نحو التسميك وإبراز خشونتها وتقديم لمسات انفعالية مفتوحة على معطيات ثقافة فنون العصر. تتراكم الحركات واللمسات والسماكات اللونية العفوية في اللوحة إذا لتظهر عوالم داخلية مكثفة.

6.jpg
فالبحث عن نسيج لوني عفوي فتح لوحات ليزا غازي على احتمالات لونية متناهية العفوية وعلى مظاهر اختبارية تقنية، تستفيد من التعبيرية في مظاهر تحوير الأشكال والذهاب بها إلى حالات التبسيط والاختصار، وتستفيد من التجريدية في مظاهر الانحياز نحو المساحات اللونية التي تعمل على تغييب أشكال الواقع في خلفيات بعض لوحاتها، لتصل في نهاية المطاف نحو صياغات متحررة مرتبطة بفنون الحداثة، في احتمالاتها الرمزية والدلالية التي تكشف في جوهرها عن هاجس التعبير عن الحركة الداخلية الانفعالية، بإيقاعات لونية صاخبة أحياناً (تصل حدود الوحشية بإضفاء ألوان زرقاء وصفراء على الوجه) وهادئة أحياناً أخرى ( المساحات اللونية الموحدة اللون ).
ذلك أنها تقيم حواراً بين الإيقاعات العفوية والهندسية، ضمن إطار بعض لوحاتها. وهي حين تعمل على تحويل الصورة الواقعية إلى رموز تشكيلية، فإنها تعكس هواجس شاعرية مرتبطة بجماليات اللوحة الحديثة والمعاصرة، وهذا يفتح الباب على مصراعيه أمام التحليل والاجتهاد والتأويل اللامحدود. من خلال إضفاء التلقائية والعاطفية على إيقاعات حركة الألوان والخطوط، في عملية بناء عناصرها أو تأليف نصوصها التشكيلية الجانحة نحو الشاعرية البصرية، وهكذا تعمل لإظهار قدرتها على إيجاد إضافات جديدة لمنطلقات الدمج ما بين التراكمات الثقافية التي عالجت قضايا تقديم لوحة خاصة بأشكال معاصرة.
وليزا غازي في ذلك تفتح نصوص مساحات لوحاتها، على احتمالات تعبيرية من خلال معالجة مواضيعها المختلفة، وذلك بتحريك العناصر، بإضافة حركات لونية انفعالية للوصول بالتأليف التشكيلي، إلى تداخلات تعبيرية وتجريدية، مطعمة بتقنية لونية عفوية، تتفاعل مع الفراغ والزمن، وتعبر عن روح الفنون الحديثة والمعاصرة.
فالبحث عن مناخات مختصرة لتكاوين الأشكال الإنسانية والمعمارية والنباتية والعناصر الأخرى شكل في لوحاتها هواجس لاختبار الإيقاعات التشكيلية المتداولة في الفن الحديث، والقائمة على إلغاء الثرثرة التفصيلية، وإعطاء أهمية قصوى للإيقاع اللوني، والإبقاء على جوهر الحركة العفوية، مع إعطاء أهمية للجوانب التشكيلية الهندسية، وهذا يعمل على كسر أناقة المساحة ويبتعد بها عن الإبهار الصالوني والتزييني.
يذكر أن ليزا غازي من مواليد طرطوس، ومتخرجة من معهد الفنون التطبيقية عام 2004 ولقد شاركت في بعض المعارض التكريمية، ومعرض قوس قزح، ومعرض الفن لغة الإبداع والجمال، وجميعها في ثقافي كفر سوسة.
كما شاركت في معرض شموع السلام في خان أسعد باشا، ومعرض بصمة فن في ثقافي الميدان وغيرها.
إضافة لمشاركتها في معارض الكترونية في مصر ولبنان والمغرب وغيرها.

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد