ضرب الغرب موعداً مع كازاخستان، ومحاولة تفجير “ثورة ملونة” تم نسجها بإحكام بنول أمريكي غربي، والقصد التخريب والنهب، لكن العين الروسية كانت مفتوحة جيداً وسرعان ما بهتت عواصم الغرب وأيقنت أجهزة استخباراتها الأميركية أن خيوط ألوانهم في كازاخستان قد تحللت، والتحركات في مجرى التخطيط من أجل فرض استراتيجية تخريب الدولة وإلحاق تبعيتها للمصالح الغربية والنموذج النيوليبرالي الأميركي قد أجهضت.
الألوان البرتقالية والزرقاء وغيرها من ألوان الطيف الغربي الزاهية وأنواع الربيع والفصول المسمومة، تستهدف شيطنة الأنظمة وقلب الموازين في العمق على الأرض تمهيداً لإخضاع الدول المستهدفة وإدخالها تحت منظومة الرضوخ والتبعية لاستراتيجيات الدول الغربية.
الرد كان واضحاً في كازاخستان (هذه ألوانكم ردت إليكم)، وفعالية الإجراءات المنسقة لوحدة حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان أطاحت برموز الألوان البرّاقة وبددت وهم الصناعة الأميركية الملوّنة التي تلهج وتتستر بـ الصراخ (سلميّة سلميّة)، وهي في الحقيقة تسعى إلى تحطيم الدول والمجتمعات من داخلها، وفرض أنظمة تابعة للغرب الذي يتاجر بالدفاع عن حياة الشعوب وأمنها وإنسانيتها أبشع متاجرة.
موسكو تراقب بحذر كل محاولة لإشعال ثوراتهم الملونة في أيّ من الجمهوريات السوفياتية السابقة.. وبوتين حذر من أنّ روسيا لن تسمح “بثورات ملوّنة في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة”، في إشارة إلى الثورات التي يقودها الغرب في مثل هذه البلدان.
وبالفعل فإن قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي نجحت في وضع حدّ لما وصفها بوتين بـ”الانتفاضة الإرهابية المدعومة من الخارج”، والعين الروسية لاتزال تراقب والتحالف الذي تقوده روسيا على ما يبدو سيبقي الإصبع على الزناد لحماية جميع البلدان السوفياتية الأخرى أيضاً.
لاشك أن تدخّل قوات المنظمة منع تقويض أسس الدولة والتدهور الشامل للوضع الداخلي في كازاخستان، ووضَع حدّاً للفوضى وعمليات النهب وغيرها من الممارسات الإجرامية، وما حصل في كازاخستان لا يشكّل المحاولة الأولى، ولا المحاولة الأخيرة، لتدخل قوى خارجية ، وما زال في جعبة الدول الغربية الكثير من الألوان تترقب الأوقات المناسبة لتعكر بها صفو المزيد من الدول التي لا تسير على خطاها وميولها وأهوائها وغرائزها في حب السيطرة والتوسع والاحتلال.
البقعة الساخنة- منهل إبراهيم