يؤكد السلوك الإرهابي للولايات المتحدة، أنها باتت تتعاطى مع قضايا وملفات العالم من موقع المهزوم الذي يخشى المواجهة ويضرب من بعيد أو عبر وكلاء وأدوات، وهذا يُعزى بطبيعة الحال إلى سلسلة الهزائم والانكسارات التي مُنيت بها في سورية والمنطقة والعالم خلال العقد الأخير، الهزائم التي نسفت كلّ القواعد التي ترتكز عليها في غطرستها وهيمنتها، ليس هذا فحسب، بل إن تلك الإخفاقات وما يقابلها من انتصارات للأطراف المقابلة، أعادت ترتيب العلاقات والمشهد على معادلات وحوامل جديدة بعيداً عن الأحادية والقطبية والهيمنة الأميركية.
فما تقوم به واشنطن خلف الكواليس وأمامها، يندرج ضمن سياق ” استراتيجية الهزيمة ” لاعتبارات كثيرة أهمها، أنه لم يعد بإمكانها المواجهة بشكل مباشر مع أي طرف، وكلّ ما تفعله لا يتعدى الاستعراض والبروباغندا الإعلامية التي تقوم على اختلاق الأكاذيب وتشويه وتزوير الحقائق بهدف إثارة الفوضى وبث النزاعات و إشعال الحرائق والعبث بركائز المشهد الإقليمي والدولي على نحو سواء.
الإدارة الأميركية باتت اليوم تشكّل الخطر الأكبر على الاستقرار العالمي بسبب سياساتها الإرهابية والاحتلالية التي لا تزال تدفعها إلى التصعيد على كلّ الجبهات على نحو يحاكي هزائمها وإخفاقاتها وبما يحقق لها خروجاً آمناً من المآزق التي أوقعت نفسها بها بسبب أطماعها وطموحاتها الاستعمارية.
موقع المهزوم الذي تنطلق منه أميركا في سياساتها واستراتيجياتها يفرض عليها كبح جماح غطرستها وأهوائها وطموحاتها الاستعمارية، لاسيما وأنها تعرف جيداً أن القوى التي على الضفة الأخرى باتت في موقع الند تماماً.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي