قد لا نعرف سرّها أبداً، هي مجرد موسيقا داخلية، حين تستمتع إليها، فجأة تدير ظهرك إلى طرق كنت تريد أن تمشيها…ثم تستدير على مضض نحو أخرى، معتقدا أنك قد تخطئ في السير إليها…
وتلغي علاقات باتت تسمم أيامك…
وتسوقك أحاسيس لا تدري مصدرها، إنما تشعر أنها نغمات، ترسم لك دلالات طرق لا تنتهي، كلّها سالكة…هكذا تخبرك موسيقاك..
كلما تبعتها تشعر أن أيامك منسجمة، فيها ايقاعات فرحة، فأنت تفعل كلّ ما تريده، ما تراه ينسجم مع روحك، ولكن في لحظات كثيرة تسال ذاتك، ألا أبتعد حين أعتمد على احساسي عن العملية، ألا يستدعي كلّ هذا الترف التكنولوجي والمادي أن أبحث أنا الآخر عن كلّ ما يمت لتطور محتمل بصلة، بديلاً عن الدفق العاطفي…
حين تبتعد عن حاستك السادسة، و تلجأ إلى عمليتك، أو إلى كلام مجرب، إلى من اختبروا الحياة، واعتبروا أنهم فهموها، وحققوا إنجازات ..قد تسلك درباً يصفق لها كثر، وقد تحقق إنجازات آنية….
ولكن المشكلة حين تشعر باغتراب عن ذاتك، وأنت في عز تلك الايقاعات الصاخبة وصوت التصفيق عالياً، قد لا يعنيك ولا تفكر بالالتفات الى أي صوت داخلي، بل قد تبحث عمن تصفق له أنت الآخر..
بالتأكيد تنجر إلى لحظات مزيفة، ولكن لا يهم..فأنت تعزز إنجازاتك العملية، بغض النظر عن أي قيم باتت في وقتنا الحالي خانقة، تضيق عليك الأوقات وتصحبك في عزلة، كمن يحاول محاكاة الضوء، بينما هو غارق في زلزال يزأر ويفتح له أبواب العتمة من جديد…
رؤية- سعاد زاهر