الفشل والنجاح .. للجميع

من قال إن إنتاج الموسم الحالي من الحمضيات يتناسب طرداً لا عكساً مع قدرة السوق الداخلية على استهلاكه .. ومن الجهة التي تملك جرأة الطلب من السورية للتجارة أن تشتري كامل المحصول، والجميع يعرف أن إنتاجنا وحصاد بيادرنا خلال الموسم الزراعي الحالي ليست فقط أكبر من حجم استهلاكنا الداخلي، وإنما تفوق وبكثير طاقة وقدرة وإمكانية وجاهزية السورية للتجارة وغير السورية للتجارة على استيعاب مئات الآلاف من أطنان البرتقال “أبو صرة ـ اليافاوي” والليمون والفالنسيا .. التي تخطت كمياتها المنتجة خلال موسم 2016 عتبة المليون و300 ألف طن “دفعة واحدة” أي ما يعادل واحد كيلو غرام لكل مواطن في جمهورية الصين الشعبية.

هذا القيل والقال، والأخذ والرد، والمحاولات المتكررة لتقاذف التهم، وتحميل المسؤوليات كما درجت عليه العادة في سابقات الأيام، ما كان لفصولها وأحداثها أن تنتهي وإلى غير رجعة لولا القرار التسويقي الصائب والحكيم والمدروس الذي يعطي لكل فلاح حقه قبل أن يجف عرقه لا ريقه وحلقه ودمه.

القرار المناسب الذي صدر في التوقيت المناسب وأفهم علناً لكل من يفترض به أن يكون خبيراً ميدانياً لا منظراً مكتبياً، كان له صداه الطيب وأثره البالغ لدى مزارعي الحمضيات الذين طالما حلموا بهكذا قرار، وبهكذا تحرك حكومي، وبهكذا استجابة سريعة وفورية، وبهكذا تصريف للمحصول، وبهكذا توقيع للعقود التصديرية، وفتح للمنافذ التسويقية والتصريفية للمنتج الذي عانى من مر الأسعار البخسة والرخيصة وطمع وجشع تجار الجملة ونصف الجملة والمفرق، وعلقم الوعود الخلبية، والأهم من هذا كله فاتورة الخسارة السنوية الباهظة التي كادت أن تودي بهم إلى الإفلاس و”رمي يمين الطلاق وبالتلاتة” على الإنتاج الذي كان حتى وقت ليس ببعيد جداً الخاسر الأول بامتياز.

ما جرى مؤخراً يمكن وصفه بالدرس والعبرة التي تحتاج بين الفينة والأخرى إلى مراجعة وتقييم وتصويب ودعم من أعضاء الفريق الحكومي المكلفين رسمياً ملف تسويق لا تكديس محصول الحمضيات، وإدارته لا ترك حبل التصريف على غاربه، والأخذ بيد الفلاح لإخراج محصوله من عنق زجاجة ضعف الإمكانيات، وغياب الأدوات، وقلة الحلول، وعدم التغني والعزف على الأوتار المتقطعة لندرة الخيارات التسويقية المطروحة وحصرها ببعض الأسواق دون سواها وتحديات ارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبات النقل والتسويق”والقائمة تطول” .. لأن الفشل كما النجاح للجميع.

الكنز- عامر ياغي

آخر الأخبار
العيد قيمة روحية وإنسانية شكوى طبيبة في حلب تُقابل بتحقيق مسؤول واستجابة فورية حلب.. توثيق العلاقات بين المدن السورية واليونانية تعنيف طفل على يد قريب في حماة يفتح ملف العنف الأسري الداخلية السورية تُنظّم زيارات للموقوفين وتُخفف معاناة الأسر مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم