وحدها قهقهات لافروف التي أعقبت تهديدات بلينكن !؟، كانت كفيلة بفك شيفرات الاستراتيجية الروسية في مواجهة الغطرسة الأميركية التي يبدو أنها حتى اللحظة لم تفهم بعد حقيقة المقاربة الروسية ليس في معالجة وحل قضايا المنطقة والعالم فحسب، بل في مقاربتها خيارات الحرب والمواجهة؟!.
سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، كان أكثر حزما وحسماً، عندما قال بوضوح شديد لمراسلة قناة الـ( سي بي سي ) الأميركية: ” إن روسيا لا تخشى أحداً ولا حتى الولايات المتحدة ” ، فهل وصلت رسالة موسكو إلى واشنطن، أم أن كرة اللهب التي أشعلتها الأخيرة ستبقى تتدحرج بتسارع مفرط.
المرحلة الجديدة من التصعيد الأميركي لا بدّ أن تتطلب وضوحاً أكثر في الموقف الروسي الذي أعاد رسم محددات وقواعد الاشتباك على ما تبقى من المساحات التي باتت محدودة جداً بين المحاولات الروسية لتجنب الوقوع في الهاوية، وبين الإصرار الأميركي على إشعال العالم بفتيل الطموحات والأهداف الاستعمارية، وبما يحاكي خطورة اللحظة الاستراتيجية التي يمرّ بها العالم على حدّ سواء.
بين هستيريا التصعيد الأميركي، ومحاولات التهدئة الروسية، تبدو موسكو الأكثر قدرة على إدارة دفة الأمور بما يحاكي الاندفاعة الأميركية نحو التفجير، وبما يعيد تأكيد القدرة الروسية على إحداث الصدمة والفارق على الأرض، بما يردع الأطراف المقابلة التي لا تزال ترفع من وتيرة التصعيد وبشكل يعكس العجز الفعلي على القيام بأي فعل حقيقي.
الجنون الأميركي والغربي نحو التفجير يسير بسرعة مطردة، لكن السؤال الذي يدفع بنفسه إلى السطح في هذا السياق ، هل بمقدور واشنطن وحلفائها ضبط حماقاتهم وجنونهم بما يتناسب مع الثبات والهدوء الروسي، أم أن الأمر سيأخذ أبعاداً كارثية بحيث لا يتيح للكوابح الروسية أي فرصة للحيلولة دون الانزلاق نحو الهاوية.
حدث وتعليق – فؤاد الوادي