ظهور وسائل التواصل الاجتماعي بمسمياتها المتعددة من فيس و واتساب و ماسنجر و تليغرام وغيرها أوجد أموراً جديدة في مجتمعاتنا لم تكن معروفة من قبل، أي واقعاً فرض نفسه فرضاً، ملايين صفحات الفيس والتليغرام وغيرها من الوسائل الأخرى، أي أن الموضوع لم يعد عدة صحف أو مواقع الكترونية يمكن مراقبتها ومتابعتها من خلال إصدار تعميم أو بلاغ، هنا الأمر مختلف تماماً، فلم يعد بالإمكان تجاهل أو إنكار هذا الضيف الإعلامي الجديد، مهما حاولنا، ولا يستطيع أحد ضبطه إلا بالحد الأدنى، لذلك كان لابد من التدخل واستنباط تشريعات وقوانين لضبط إيقاع هذا الطارئ الإعلامي.
جميع الناس مع تنظيم هذا الفضاء، فالفوضى ليست من مصلحة أحد، لأن هناك دائماً وفي كل المجتمعات طابوراً خامساً يستغل وسائل التواصل ليبث سمومه و يشوش على كل ما هو إيجابي، ويفتري على الكثيرين في مواقع المسؤولية وغير مواقع المسؤولية، وبالمقابل هناك مواقع وصفحات الكترونية أظهرت انتماءً ووطنية خلال الأزمة التي مررنا بها.
وبالمقابل يجب ألا تصبح قوانين تنظيم الفضاء الإلكتروني مقيدة بحالات كثيرة، فأي إنسان له صفحة على الفيس سوف يخشى الكتابة أو التعبير عن رأيه بأي شيء، سواء بارتفاع الأسعار أو انتقاد سلوك أو ممارسة ما لمسؤول ما خشية أن يفهم رأيه وانتقاده بغير ما أراد ويقع في حيص وبيص ومحاكم إلكترونية وتعويضات هو في غنى عنها .
خلاصة القول: إن أي قانون يسن أو يعدل يجب أن يكون هدفه تنظيم وضبط هذا الضيف الإعلامي الجديد فقط ومعاقبة من يسيء بدليل وبينة لا لبس فيهما، كما يجب ألا يغلق مصدر معلومات ودليل عمل مهم للمؤسسات تعرف من خلاله نبض الشارع سلباً أم إيجاباً.
عين المجتمع- ياسر حمزه