مع إشراقة يوم غد يبدأ مئات الآلاف من الطلاب والتلاميذ بالعودة إلى مدارسهم، بعد عطلة منتصف السنة التي تم تمديدها أسبوعاً بسبب ظروف الطقس السيئة والأجواء الباردة، ليبقى السؤال الأهم في هذا السياق، هل تحققت الأهداف المرجوة من تلك العطلة التي كان من المفترض أن تنتهي الأسبوع الماضي؟، أم أن الأمر كان على عكس ما يشتهي أبناؤنا من جهة، والأهل من جهة أخرى!؟.
تبدو الإجابة على ذلك السؤال، بقدر ما هي سهلة، بقدر ما هي معقدة وإشكالية، خاصة في ظل الظروف العصيبة التي نعيشها جميعاً بسبب الحرب والحصار والعقوبات، لكن الواضح في هذا السياق، أن العطلة لم تحقق إلا جزءاً يسيراً، وهذا ما جعل العودة إلى المدرسة بالنسبة للكثير من أبنائنا مثقلة بكل الهموم والأوجاع التي يعيشها وطننا الغالي.
صحيح أن الأهل والكادر التدريسي والتعليمي يعيشون ويعانون من تلك الأوضاع والظروف، وبشكل يفوق التصور وأضعافاً مضاعفة عن أبنائهم، إلا أنه يتوجب عليهم احتضان أبنائهم وتبديد هواجسهم ومخاوفهم من خلال الحديث الإيجابي عن المدرسة وشحن طاقاتهم، بغية العودة الى مقاعد الدراسة وقد ملؤوا بالنشاط والحيوية، كما يقع على عاتق المدرسين والمعلمين الواجب الأكبر في هذا المجال، من خلال العمل على استيعاب التلاميذ واحتواء نفسيتهم ومحاولة إزالة آثار الخوف والوجوم واستقبالهم بالابتسامات والنكتة والفرح، وليس بالعصبية والصراخ والصخب والتهديد والوعيد وكأنهم قد رجعوا إلى الروتين والقيود.
عين المجتمع- فردوس دياب