أميركا وأدواتها الإرهابية

  
جددت واشنطن على لسان منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي بريت ماكفورك التأكيد على دعمها للكيان الصهيوني في اعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية، وزعم المسؤول الأميركي خلال حديثه في مركز كارنيجي للسلام الدولي، أن سبب استمرار الاحتلال الأميركي لأجزاء من الأراضي السورية هو لمحاربة تنظيم داعش، وهي الكذبة التي لا ينفك المسؤولون الأميركيون عن ترديدها لتبرير الجرائم الوحشية التي لم تزل واشنطن ترتكبها بحق الشعب السوري، وأرضه وثرواته.
ما قاله ماكفورك، يفسر إلى حد بعيد حالة التناغم الحاصل بين ثالوث الإرهاب الأميركي والصهيوني والتركي لجهة تصعيد العدوان، بهدف منع سورية من انجاز نصرها الكامل على الإرهاب، ومنعها كذلك من استعادة كامل أراضيها، وسبق لما سمي بالمبعوث الأميركي الخاص السابق بشأن سورية جيمس جيفري أن أقرّ بأن هدف التواجد العسكري الأمريكي غير الشرعي في سورية ليس لمحاربة تنظيم “داعش” في الدرجة الأولى، وإنما منع الدولة السورية من السيطرة على كامل أراضيها، واعترف أيضا بأن الكيان الصهيوني، ونظام أردوغان، إلى جانب ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تتزعمه الولايات المتحدة، هم جزء أساسي لتنفيذ الإستراتيجية العدوانية لبلاده.
هي ليست المرة الأولى التي تجدد فيها الولايات المتحدة دعمها للكيان الصهيوني، وإطلاق يده لشن المزيد من الاعتداءات ضد سورية، فإبقاء الحرب الإرهابية ضد سورية مفتوحة على كافة المستويات، ترى فيه واشنطن مدخلا رئيسيا لزعزعة استقرار دول المنطقة، وتفكيك محور المقاومة، وبالتالي إعادة تشكيل خارطة سياسية جديدة مفصلة على مقاس المخططات الأميركية، التي تصب في خدمة المشروع الصهيوني، ولذلك نجد المحتل الأميركي يعزز نقاطه وقواعده اللاشرعية في منطقة الجزيرة، تحت ذريعة محاربة صنيعته “داعش”، ويقوي شوكة ميليشياته الانفصالية “قسد” كواجهة لمشروعه التقسيمي، ويشد أيضا من أزر إرهابيي “النصرة” في إدلب لتمكين نظام أردوغان من إطالة أمد احتلاله للمحافظة، ويستبيح ثروات السوريين من نفط ومحاصيل زراعية لجعل إرهابه الاقتصادي أشد وطأة، وكل هذا العدوان المتصاعد يشير إلى حجم وتأثير الدور السوري المقاوم في إفشال المشاريع الأميركية والصهيونية في المنطقة.
أميركا ما زالت تعدّ الخطط، وتوظف عملاءها في المنطقة، وتستثمر أدواتها الإرهابية، لمنع سورية من استعادة تعافيها الكامل، ودورها الفاعل، لأن استعادة سورية لقوتها ومكانتها المؤثرة، سيكون له ارتدادات خطيرة تقوض المشاريع الأميركية والصهيونية والغربية، واليوم تؤكد كل التطورات الميدانية والسياسية أن رعاة الإرهاب فشلوا عسكرياً، ولكنهم يضغطون باتجاه أن تبقى سورية في دوامة الحرب، وانشغالها بالتداعيات السلبية التي تفرزها هذه الحرب لتحييدها عما يحاك ضد دول المنطقة، وفلسطين في المقدمة، وتصعيد العدوان الأميركي والصهيوني والتركي ضدها يصب في هذا الإطار، ولكن مهما ازداد حجم العدوان والتحديات ستبقى سورية دائما شوكة تخز خاصرة الأعداء.

نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري