تختلف الرواية الهوليودية للرئيس الأميركي جو بايدن عن تصفية زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي عبد الله قرداش الملقب أبو ابراهيم الهاشمي القرشي عن الروايات التي نشرتها وسائل إعلامية وبعضها استند الى شهادات سكان الطابق الأول من المنزل الذي تم استهدافه في بلدة أطمه على الحدود السورية التركية.
كذلك الأمر تختلف الروايات التي ساقها المسؤولين الأميركيون عن عملية الانزال وسقوط المروحية الأمر الذي يفتح الباب للتشكيك بمصداقية الرواية وتفاصيلها والشخص المستهدف وخاصة في ظل عدم نشر الجيش الأميركي لتفاصيل العملية وجثة القرشي الذي فجر نفسه وعائلته حسب الرواية الأميركية، في تصريحها لاحدى وسائل الإعلام، قالت احدى الناجيات من العملية والمقيمة في الطابق الأرضي من البناء أن الذين هاجموا المنزل هم من قتلوا القرشي وزوجته وابنه وأخذوا أربعة من أبنائه ثلاث فتيات وطفل عمره ١٥ يوماً وهو ما يخالف الرواية الأميركية التي زعمت أن القرشي فجر نفسه مع عائلته وقتلوا جميعاً. وهذا التناقض في الروايات يجعل من الصعب معرفة من قتل ومن أسر في ظل عدم إعلان تنظيم داعش الإرهابي عن مقتل زعيمه.
اللافت في الموضوع أيضا أن زعيم تنظيم داعش السابق أبو بكر البغدادي أعلن عن تصفيته في إدلب وفق سيناريو مشابه، الأمر الذي يدفع الى السؤال عن تواجد القتيلين في مكان بعيد عن تحركات التنظيم في العراق وسورية وفي المنطقة التي تتحرك فيها التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي، فمن يدير قيادة التنظيم الإرهابي إذاً؟! وهنا السؤال هل الاستخبارات التركية التي تصول وتجول في تلك المنطقة لم تكن تعرف بوجود البغدادي والقرشي؟ لن يصدق أحد ان النظام التركي لم يكن يعلم بوجود البغدادي والقرشي ولذلك هناك تفسيران حول روايتهما الأول: اتفاق الأميركي والتركي المشغلان للتنظيمات الإرهابية في المنطقة على إنهاء حياتهما، والثاني: الاتفاق على انهاء دورهما وفي كلا الحالتين تتولى واشنطن اخراج سيناريو العملية وحصد سمعة مكافحة الإرهاب وإظهار عامل القوة وهو ما يحتاجه بايدن في هذا الوقت بينما يحتاج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى الدعم الأميركي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. إن الرواية العسكرية للعملية شابها التناقض أيضا حيث أعلن الجيش الأميركي عن انجاز المهمة دون خسائر بشرية او مادية ليتراجع لاحقاً ويعترف بخسارة أحد المروحيات مدعيا انها اضطرت لهبوط اضطراري وأظهرت الصور تعرض المروحية لدمار كبير ليعود المتحدث العسكري الأميركي ويقول إن الجنود هم من دمروا المروحية بعد هبوطها اضطراريا لحماية أسرارها.
من حق العالم أن يسأل عن لغز اخفاء الولايات المتحدة لجثث زعماء التنظيمات الإرهابية التي زعمت قتلهم بدءا من أسامة بن لادن الذي رمت جثته في البحر الى البغدادي والقرشي حيث لم يعرض الجيش الأميركي جثتيهما واكتفى بالقول إن التحاليل الطبية أثبتت مقتلهما. كان يتوقع العالم أن يتراجع الأرهاب الدولي بعد التخلص الأميركي من بن لادن ليتفاجأ بزيادة أعداد التنظيمات الإرهابية وانتشارها الواسع وتعاظم تهديداتها واتساع مساحة توظيفها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وكشفت الحرب الإرهابية على العراق وسورية حقيقة هذا التوظيف بأشكاله الخطيرة والمفضوحة. ينتظر المتابعون إعلان تنظيم داعش عن تسمية زعيم جديد لدية القدرة والتجربة وخريج السجون الأميركية ليكمل طريق أسلافه الإرهابي الاجرامي ويبدو أن الاختيار مرهون بتسمية خليفة القرشي من الجهات التي تنشئ هذه التنظيمات وتوظفها لخدمة مصالحها ومشاريعها للسيطرة والهيمنة على العالم. بعض وسائل الإعلام الغربية تروج لتوجه تنظيم داعش الإرهابي الى عدم الإعلان عن اسم الزعيم المقبل بحجة حمايته وعدم ملاحقته وعلى ما يبدو ان المرحلة القادمة من توظيف الإرهاب الدولي بحاجة الى مثل هذا التوجه في ظل التطورات الإقليمية والدولية والصراعات المحتدمة وما يتردد عن فتح جبهات جديدة في شرق وشمال القارة الآسيوية.
معاً على الطريق- أحمد ضوا