الثورة – حرر التقرير الإخباري سامر البوظة :
يوماً بعد يوم تتكشف كواليس وخفايا الاضطرابات التي شهدتها الكثير من دول المنطقة والعالم، والتي كانت فيها المشاريع والطموحات والأيدي الأميركية والغربية الاستعمارية حاضرة وبقوة، من أجل العبث والتخريب وإشاعة الفوضى وإشعال فتيل الحروب والنزاعات والصراعات الأهلية التي تتمكن من خلالها الولايات المتحدة والغرب الاستعماري من التسلل وتثبيت تواجدهم على الأرض ومن ثم السيطرة والتحكم بزمام الأمور ونهب الخيرات والثروات الطبيعية.
آخر فصول تلك الاضطرابات الممنهجة كان في كازاخستان مطلع العام الجاري، والتي كانت فيها أصابع “الشيطان الأميركي” واضحة من أجل التخريب والتدمير والعبث على أسوار الدولة الروسية التي أكد رئيسها فلاديمير بوتين أثناء مؤتمر صحفي مع نظيره الكازاخي قاسم جومارت توكاييف اليوم أن الاضطرابات التي شهدتها كازاخستان، كانت هجوما إرهابيا دعمته قوى تخريبية داخلية وخارجية.
كلام الرئيس بوتين، جاء بالتوازي مع ما كشفته الاستخبارات الروسية من أن أحداث كازاخستان مثال على استغلال المظاهرات في إحداث “الثورات الملونة”.
وأكد مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين في مقابلة نشرتها صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس، بحسب (روسيا اليوم ) : وقوف “قوى سياسية تخريبية” وراء الاضطرابات التي شهدتها كازاخستان مطلع العام الجاري، مشيراً إلى توافد مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من الجماعات الإرهابية من سورية إلى دول آسيا الوسطى.
وقال ناريشكين: “لم يكن سرا بالنسبة لنا ولاستخبارات تلك الدول من أشرف على نقل هؤلاء، وأعربت جميع دول المنطقة عن قلقها في هذا الشأن، تقاسمنا هذه المعلومات مع زملائنا في كازاخستان وغيرها من الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي”.
وشدد مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي على أن أحداث كازاخستان تشكل مثالا واضحا يظهر كيفية استغلال قوى سياسية تخريبية على نحو منسق وسريع جدا المظاهرات السلمية والتي تنظم تحت شعارات اقتصادية في تدبير ما يسمى بـ “الثورات الملونة” من أنواع مختلفة.
وقال ناريشكين أن الخطوات التي اتخذتها دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي أظهرت لأول مرة أن “وجود إرادة سياسية مشتركة بين الزعماء وتبني قرارات سريعة ومسؤولة يتيح السيطرة على الاضطرابات والهجمات الإرهابية ووضع حد لها”.
وأرسلت دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي مطلع كانون الثاني قوات لحفظ السلام إلى كازاخستان على خلفية الاضطرابات الأمنية وأعمال الشغب والنهب واسعة النطاق التي شهدها هذا البلد.
