الثورة – ترجمة غادة سلامة:
لا يمكن للمسؤولين الأمريكيين التحدث بجدية عن الأمن القومي وتأمين المستقبل إذا كانوا سيستمرون في التعامل مع التطبيقات المدنية والعسكرية للذكاء الاصطناعي كفكرة متأخرة. ليس هناك شك في أن الصين أصبحت المنافس الرئيسي للولايات المتحدة وتتفوق عليها في بعض الأحيان، حيث أظهرت أولمبيات بكين الأخيرة عن تقنيات ذكاء اصطناعي صيني هائلة. كما كشفت بكين عن روبوتات جديدة ذات صلة حيوية بالتوترات الجيوسياسية الحالية بين واشنطن وبكين، وظهرت التكنولوجيا الصينية المتقدمة في مجال الحافلات ذاتية القيادة إلى السكك الحديدية عالية السرعة التي تعمل بتقنية 5G، وصولاً إلى العملات الرقمية، والتي تركز على العملة الإلكترونية اليوان الصيني والتي تم انتقاؤها بالفعل من قبل حوالي 140 مليون شخص. كما أكدت الألعاب الأولمبية الأخيرة، بأن الذكاء الاصطناعي هو هاجس الصينيين، فالروبوتات الطهاة الذين يصنعون البرغر في المرافق الأولمبية والأسرة الذكية التي تقيس الإحصائيات الحيوية للرياضيين لم تكن مجرد حيل للكاميرات: إنها رمز لكيفية تفوق الصين على الولايات المتحدة بسرعة عندما يتعلق الأمر بنشر واستخدام الذكاء الاصطناعي. تضاعف الصين من تقنيات الجيل التالي بشكل عام والذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، بينما تتخلف الولايات المتحدة عن الركب – لدرجة أن أعلى مسؤول برمجيات في البنتاغون، نيكولاس تشيلان، استقال في الخريف الماضي احتجاجًا على بطء وتيرة التحول التكنولوجي في الولايات المتحدة، قائلاً إنه “ليس لديهم فرصة حقيقية للتنافس مع الصين في 15 إلى 20 عامًا.” ووفقًا لشايلان، لا توجد طريقة يمكن لواشنطن من خلالها اللحاق بقدرات بكين الإلكترونية والذكاء الاصطناعي. يتفق العديد من الخبراء على ذلك – أشار جراهام أليسون، من مركز بلفر مؤخرًا إلى أن العديد من المسؤولين الأمريكيين راضون جدًا عن التفوق الغربي في التكنولوجيا، بينما كتبت الباحثة الباكستانية رقية أنور في مقال رأي في وقت سابق من هذا العام أن “الصين قد فازت في معركة الذكاء الاصطناعي على الولايات المتحدة وهي في طريقها إلى السيادة العالمية”. على وجه الخصوص، خلصت أنور إلى أن الصين ستهيمن بشكل كبير على أكبر عدد من التقنيات الاستراتيجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، في غضون عقد أو عقدين. أما بالنسبة للجانب العسكري من الأمور، فإن الولايات المتحدة متخلفة عن الركب الآن، فقد يتخلى الجيش الأمريكي عن استخدامه للطائرات بدون طيار صينية الصنع والحديثة من طراز DJI ويستخدم طائرات بدون طيار أمريكية الصنع من الشركة المصنعة الأمريكية Skydio، بدلاً من ذلك. من الناحية الاقتصادية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم المساعدة للبشر، ويساعدهم على أداء وظائفهم بشكل أسرع وأكثر كفاءة – ولكن بينما تقفز الصين إلى الأمام في هذا الصدد، تستمر الولايات المتحدة في السير بأنصاف الخطوات.
بقلم: بول بريان