الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري دينا الحمد:
يترنح الاقتصاد العالمي على وقع الهزات العنيفة التي يشهدها العالم اليوم، إذ مازالت اقتصادات مختلف الدول تعاني من الآثار السلبية لجائحة كورونا، وأضيف إليها العقوبات الغربية الجائرة بحق روسيا، على خلفية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لحماية المواطنين الروس في دونباس، ومع الارتفاع المتصاعد في أسعار الطاقة والقمح والسلع الأساسية الأخرى، فإن العالم مهدد بانهيار منظومته الاقتصادية، وفق تحليلات الخبراء، والإعلام الغربي.
وفي هذا السياق حذرت صحيفة لوموند من أن الوضع في أوكرانيا سيبطئ تعافي الاقتصاد العالمي الذي ضعف كثيراً بسبب جائحة فيروس كورونا، وقد يغيره إلى الأبد.
ونقلت وكالة تاس عن الصحيفة إشارتها إلى أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تتوقع انخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي في العالم بمقدار 1%، وزيادة التضخم بمقدار 2,5%.
ونقلت عن تصريح كبير الاقتصاديين للمنظمة، لورينس بون، قوله: “قد بدأت هذه الأزمة تؤثر على نمو أسعار الطاقة والغذاء والمعادن”.
وذكرت الصحيفة أن هذه المنظمة الدولية كانت تتوقع في كانون الأول الماضي أن نمو الاقتصاد العالم في عام 2022 سيبلغ 4,5%، لكنها قررت في بداية آذار الجاري إلغاء نشر تنبؤاتها السابقة بسبب “زيادة عوامل الشكوك”.
ونقلت الصحيفة عن موقف صندوق النقد الدولي الذي يرى أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا قد تؤدي إلى عواقب طويلة الأجل بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وقال متحدثون باسم الصندوق: “على المدى الطويل يمكن أن يغير هذا النزاع النظام الاقتصادي والجيوسياسي بشكل جذري، وإذا تغيرت شروط التجارة في موارد الطاقة، فسيتم إعادة بناء سلاسل التوريد، وتقسيم شبكات الدفع، وستعيد البلدان النظر في تكوين احتياطياتها من الذهب والعملات الأجنبية”.
من جهتها حذرت صحيفة “فاينانشال تايمز” من أن أسعار الحليب في العالم ترتفع بوتائر سريعة على خلفية العملية العسكرية الخاصة التي تجريها روسيا في أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن سوق الحليب التي تمر أصلا بفترة متوترة، تتضرر أكثر من جراء الاضطرابات في إمدادات الأعلاف والأسمدة والضغوط التضخمية، على خلفية الأحداث الجارية في أوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة أن الظروف الجوية غير الملائمة في نيوزيلندا والولايات المتحدة وأستراليا، وارتفاع أسعار الغاز والاضطرابات الناجمة عن جائحة كورونا في سلاسل الإمداد، كانت قد زادت من الضغط على أكبر خمسة منتجين للحليب في العالم، حتى قبل بدء الأعمال القتالية في أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن مستوى الإنتاج الإجمالي للحليب في نيوزيلندا والاتحاد الأوروبي وأستراليا والولايات المتحدة والأرجنتين انخفض في كانون الثاني الماضي بواقع 1.7% مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق، بينما تجاوز مؤشر انخفاض إنتاج الحليب على الأساس السنوي في نيوزيلندا وأستراليا عتبة الـ6%.
ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، شهدت أسعار منتجات الحليب الأساسية قفزة جديدة، حيث بلغ سعر دهن الحليب اللامائي، وفقاً لمؤشر Global Dairy Trade العالمي، مستوى غير مسبوق، أي 7111 دولاراً مقابل الطن.
في غضون ذلك بلغ سعر الحليب المجفف كامل الدسم (أي أكثر منتج حليبي شراء) في الشهر الجاري أعلى مستوى له منذ تسع سنوات.
وأعلنت شركة Fonterra النيوزيلندية (وهي أكبر مصدر منتجات حليب في العالم) أن المبالغ التي تدفعها إلى المزارعين مقابل الحليب ارتفعت في الأسبوع الماضي بواقع 30% مقارنة مع ما كان قبل ذلك في العام الجاري، مرجحة أن هذا السعر مرشح للارتفاع.
وأوضح المحلل في مصرف Rabobank، مايكل هارفي، للصحيفة أن زيادة أسعار منتجات الحليب على خلفية النزاع بين روسيا وأوكرانيا تأتي خصوصاً لكونهما من أكبر منتجي الأسمدة النيتروجينية والقمح في العالم.

السابق