أول الكلام..خطابنا الإعلامي وصناعة الوعي

الملحق الثقافي- ديب علي حسن :

في هذا العالم المجنون المتوثب، بكل شيء يزعزع البنى الفكرية والقدرة على التقاط اللحظة التي تصنع الجمال والهدوء وترسم المستقبل.. تبدو صناعة الوعي من أعقد وأخطر المهام التي يواجهها الإنسان، ولاسيما من يتعرض لحملات التشويه والاعتداء ..تشويه فكري وأخلاقي وتربوي، أو ما يمكن أن نسميه القصف الفكري الذي يزداد كل ساعة وهذا ما نتعرض له في سورية والمنطقة منذ عقود من الزمن .. صناعة الوعي والقدرة على التحليل المنطقي لما يجري، ركائز أساسية في تفكيك الغزو الثقافي الذي نتعرض له، وهذا ما عبر عنه السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته أثناء استقبال مجموعة كبيرة من المعلمين بمناسبة عيد المعلم.. الكلمة التي هي منهج عمل ورسم لدروب الفكر التحليلي الذي لا يقبل الجمود ولا اليباس، ولا الانغلاق الذهني مهما كان .. نريد أن نبني الإنسان المتجذر وعياً وانتماء لوطنه..وهذا ما يبدأ من المدرسة ومع الطالب يقول السيد الرئيس بشار الأسد: (نحن اليوم بحاجة لتحليل التاريخ أكثر من الرياضيات نحن بحاجة لإنشاء جيل يواجه التحديات لا يهرب من التحديات عندما تظهر أمامه مشكلة يواجهها، لا يهرب منها ويعيش حالة إنكار بحاجة لجيل مبادر فاعل يبحث عن الحلول لا ينتظرها لكي تأتي من تلقاء نفسها بحاجة لجيل يسعى لتبديل الواقع لا يخضع للإحباطات التي تقوده إلى لا شيء بحاجة لجيل يسيطر على التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي ويحولها لخدمته ولفائدته، بدلاً من أن تستنزفه بالوقت وبالطاقة وتجعله شخصاً يعيش حالة من الفراغ.. نريد خريجاً ينتمي للوطن لا يعتبر أن الوطن هو عبارة عن فندق فيه خدمات معينة جيدة، وعندما تنحدر هذه الخدمات ينتقل لفندق آخر).. نعم نحتاج من يحلل معرفياً، لا من يصل إلى مرحلة الآلة الصماء في ظل التقدم الهائل للتقنيات ووسائل التواصل ينعدم التحليل الدقيق وهذا مقتل للفكر…ثمة ضخ هائل للاخبار والحكايا والقصص وابتكار وسائل التضليل ما يجعل المتلقي في حالة غير مستقرة لا يكاد يلتقط أنفاسه حتى تأتيه موجة ثانية وثالثة وهكذا.. نريد التفاعل والاحتراف ولكننا نريدهما مع الوعي الذي يعرف قيمة الوطن وقيمة الهوية والانتماء.. من هنا علينا في الإعلام أن نكون صريحين جداً فنحن خارج صناعة الوعي هذه لقد أخذنا الإعلام إلى مكان آخر..لا ندري هل نلوم أنفسنا نحن كإعلاميين أم نلوم الكثير ممن لهم علاقة بذلك وهم خارج المشهد الإعلامي؟ لم تعد صناعة الوعي ونشره هي الهوية بل ثمة تسارع نحو ضخ أخبار ليست أكثر من حدث يومي عابر بل وعمل عادي يجب أن يكون.. نحتفي بالزائل على حساب الأصيل وبما يثير الدهشة العابرة على حساب مواجهة الزائف …بل بكل قسوة تحولنا إلى( بوستات ) تسعى إلى حصد الإعجابات ممن يريدون أن نكون خارج فعل صناعة الوعي والنقد الحقيقي .. نحن اليوم بأمس الحاجة إلى مراجعة خطابنا الإعلامي الذي هو بالمحصلة نتيجة منطقية لمجموع خطابات مؤسسات الدولة والحكومة.. لقد وضع السيد الرئيس بشار الأسد أسس الخطاب والفعل التربوي وعلينا أن نكون قادرين على العمل وفق هذه الاستراتيجية والخروج من شرنقة ما نحن به.

d.hasan09@gmaiL.com

التاريخ: الثلاثاء22-3-2022

رقم العدد :1088

آخر الأخبار
تعاون أردني – سوري يرسم ملامح شراكة اقتصادية جديدة تسجيل إصابات التهاب الكبد في بعض مدارس ريف درعا بدر عبد العاطي: مصر تدعم وحدة سوريا واستعادة دورها في الأمة العربية لبنان وسوريا تبحثان قضايا استثمارية خلال المنتدى "العربي للمالية" بينها سوريا.. بؤر الجوع تجتاح العالم وأربع منها في دول عربية سوريا تعزي تركيا في ضحايا تحطّم طائرة قرب الحدود الجورجية هدايا متبادلة في أول لقاء بين الرئيس الشرع وترامب بـ "البيت الأبيض" بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟