في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الانتقاد الموجه لأداء وعمل الجهات التنفيذية تجاه مختلف القضايا المعيشية والاقتصادية مع تزايد وطأة ضغوطها على حياة الناس نتيجة التراجع الكبير وغير المسبوق للقدرة الشرائية والارتفاعات الجنونية لأسعار المواد والسلع كافة.
ساهمت- ولا تزال- تصريحات غير مسؤولة ولا دقيقة، أطلقت على لسان عدد من المسؤولين، في ارتفاع صوت الانتقاد وزادت الطين بلة -كما يقال- لعدم تقدير خطورة وتأثير كلام يطلق من دون دراية أو إحاطة بكل عوامل القضية او الموضوع الذي يتناوله المسؤول، ما خلق أزمات إضافية سواء على صعيد الأسواق التي تنتظر مثل تلك الاشارات المبهمة لتزيد أسعار مواد وسلع متواجدة في مستودعات ومخازن التجار والمستوردين منذ أشهر وكذلك الحال بالنسبة لسوق سعر الصرف أو حتى على صعيد خلق حالة من الإحباط وعدم التفاؤل لدى المواطنين عندما يعلن أحد المسؤولين عن قرب حدوث انفراج أو حلحلة في أزمة بهذا القطاع أو ذاك أو عن توفر مادة مفقودة ولعل موضوع الكهرباء الشغل الشاغل للناس خير مثال هنا واقتراب شهر نيسان الذي وعد القائمون على وزارة الكهرباء بتحسن في واقع التقنين القاسي المتبع في كل المحافظات وعدم التزام الجهة المعنية بتنفيذ وعدها كما العادة وكذلك عدم توفر مادة الزيت النباتي رغم الإعلان مراراً وتكرارا عن التعاقد مع جهات معينة لتوفرها وحتى قبل حدوث التطورات الدولية الأخيرة سيظهر حجم التأثير السلبي لكلام غير مسؤول على المواطنين الذين وصلوا حد فقدان الثقة مع أي تصريح يطلق حتى وإن حمل ببعض جوانبه الإيجابية أو خيراً لهم .
نعم التعامل بشفافية ومكاشفة مدعمة بأرقام ومسببات موضوعية هي موجودة فعلاً وتترك انعكاسها الكبير على الواقع السوري أمر مطلوب خاصة بظل هذه الظروف الصعبة ولكن يبدو أن بعض المسؤولين لدينا لم يمتلكوا حتى الآن المفاتيح التي تمكنهم من استخدامها بطريقة صحيحة وفي الوقت المناسب الذي يخفف من تداعيات أزمات متلاحقة تضرب بقوة المواطن وتزيد من الضغوط والمعاناة عليه .
وعلى العكس من ذلك تماماً كان الاستخدام الخاطئ لبعض الأرقام والحديث عن توفر مواد ما أو إنتاج وفير لمحصول ما تداعيات سلبية استغلها المتربصون بالبلد عبر أدواتهم الرخيصة التي تحرك عند الطلب منها لخلق أزمة أو الضرر بقطاع .
واستمرار هذا النهج الخطير بات يستدعي- وعلى وجه السرعة- معالجته لا بل ويجب المحاسبة هنا لأن الكلام بهذا الوضع الصعب لا يفترض أن يطلق جزافاً ومن دون أدنى قدر من المسؤولية.
الكنز- هناء ديب