يحتفي حزب البعث العربي الاشتراكي هذا العام 2022 بعيده الماسي، الحزب العربي القومي الذي قاد سورية لأكثر من أربعين عاماً كانت مفصل حياتها والأمة العربية، وخاصة بعد أن استقرت سياسياً في ظل قيادة المؤسس حافظ الأسد، حيث بدأ التنامي الوطني على الصعد كافة.
ولأن لا أحد يمكن أن يعيش بلا هوية، وضحت سورية مواقفها وسياساتها، التي ميزت هويتها الوطنية والقومية، التي أتعبتها بعض الوقت، فالسلام يناقض التدمير. لذا دافع الحزب عن ذاته منذ الأوائل حتى تبلور فكره وجوهره ومفاهيمه وآمنت جماهيره بعقيدة البعث وبوصلته فلسطين.
ناضل حملة حزب البعث العربي الاشتراكي بما لديهم من مناعة، دفاعاً عن مبادئهم كمن أخذ لقاحاً ضد مرض يهاجمه(الامبريالية والعنف والإرهاب) دفاعاً عن جوهر عقيدتهم الواضحة من خلال النقاش والحوار بين المثقفين الثوريين وكسب جماهيريتهم الشعبية باحترام رأي الأكثرية.
ارتقت الحياة السياسية في سورية، في ظل عمل قيادة حزب البعث مع الأحزاب التقدمية، فكانت الجبهة الوطنية الإنجاز الكبير. حيث نجاح أية قوة في الجبهة هو نجاح للجميع. لأن المفاهيم موحدة. ويقيناً أن تبادل الآراء والممارسة أساس في تطوير أساليب العمل الحزبي والجبهوي..
أكد الحزب في مسيرته على الوحدة؛ بين أبناء الشعب العربي في أقطاره، رغم اختلاف أشكال الحكم فيها، مؤكداً على وحدة اللغة والثقافة، لأنهما عماد وحدة الأمة، فالمثقف العربي يعرف عدوه، وكيف يتصرف في المواقف الحرجة، وتتعزز المواقف الآن مع قصر المسافات إلكترونياً.
الطموح للأفضل هدف أساسي في حياة البعثيين، ويكون التطوير بعيداً عن الجوهر حيث لا يجوز أن يتعرض لما يمكن أن تتعرض له الأشياء التكتيكية، وهذا ديدن البعث والأحزاب العريقة وتحتاجه الحديثة بما فيها المعارضة الوطنية، حيث لا شيء يغني عن النقاش والحوار المباشر.
الأزمة في سورية عبر سنيها العشر العجاف، أحدثت تغيرات حادة اجتماعياً واقتصادياً رغم الانتصار العسكري، بعضها منعكسات خطيرة، لكن لا يوجد في النهاية مشكلة بلا حل، ولا صعوبات لا يمكن تذليلها. الأساس أن نثق بإرادتنا وسياستنا وأننا سنقهر المصاعب التي تواجهنا.
الانتصار على العقبات يحتاج لحزم الشعب ووضوح الأهداف، والإرادة الصلبة والقرار الصائب من المؤسسة المعنية. وهنا لا يستطيع أي أعضائها القول لا علاقة لي أو التنصل من مسؤولياته. وإن أية برامج إدارية أو غير إدارية، مع الزمن تحتاج تحسينات، مع مراعاة القضايا العامة.
الإرهاب الذي مورس على الدولة السورية؛ لو لم يكن فيها جيش عقائدي لهلكت، ولوصلت إلى ما وصلت إليه بعض الدول العربية، التي انهارت بسبب تفكك جيوشها. والمقاومة الوطنية السورية رديفة الجيش وسنده حقها مشروع لمقاومة القوات غير الشرعية المتواجدة على أرضها. المقاومة الوطنية والقوى البعثية، تواجه معاً القوات غير الشرعية، الساعية لتحقيق مصالحها الاستعمارية، وسرقة مقدرات الوطن سورية. ولأن مجرد وجودها يعني سحقاً لحقوق أبناء الشعب، فوجودها ذروة العنف والإرهاب.. في النهاية كل محتل مصيره أن يترك البلد الذي احتله.
ما ساعد على نهضة سورية في ظل حزب البعث العربي الاشتراكي، قبل الحرب الكونية عليها هو الاستقرار والأمان، اللذان نعم بهما الوطن والمواطن السوري. وهما أساس التقدم والازدهار. وهذا ما طيَّر صواب أعدائها، لأن سورية نبراس يقظة الأمة التي يخشى يقظتها أعداؤها.
الحصار والمصاعب التي يضعها الأعداء ضد أي شعب، لابد تعرقله لكن المبدعين يمكنهم تجاوز العقبات، ولأجل استعادة الألق السوري يعمل البعث لفتح الآفاق للمبدعين عبر مؤسساته ومنظماته الوطنية ودفعهم للمزيد من الإبداع لاستعادة نهضة الوطن. بورك للبعث والبعثيين عيدهم الماسي. مباركة أعياد الوطن.. سورية تستحق ويليق بها العيد والفرح.
إضاءات- شهناز صبحي فاكوش: