أضاف الاحتلال الإسرائيلي المجرم بالأمس جريمة جديدة لسجلّه الدموي الحافل، بقيام جنوده المدججين بالسلاح والحقد والكراهية بإعدام سيدة فلسطينية عزلاء بدم بارد وعن سبق إصرار وترصد عند المدخل الرئيس لبلدة حوسان غرب مدينة بيت لحم، وهي نقطة عسكرية ثابتة تشكّل منطلقاً لاعتداءات وانتهاكات جنود الاحتلال بحقّ أهالي البلدة بشكل دائم.
الشهيدة غادة إبراهيم سباتين هي أرملة وأمّ لستة أطفال أصغرهم أربع سنوات، لا ذنب لها سوى أنها كانت تعبر من أمام مجرمي حرب أوغاد ماتت الشفقة والرحمة والإنسانية في قلوبهم فغدوا وحوشاً ضارية وآلة قتل همجية في كيان شاذ لقيط أسس نفسه على جماجم الضحايا ودماء الأبرياء وسرقة الأرض ونهب المقدرات وانتهاك المقدّسات والحقوق، ليؤكد مرة تلو المرة بأن قيامه ووجوده وبقاءه هوعارعلى جبين الإنسانية جمعاء وجريمة نكراء بحقّ القانون الدولي.
لا يحتاج الغرب الاستعماري المتغطرس الذي يواصل تغطيته على جرائم هذا الكيان الحاقد وتبريره لها، دليلاً جديداً كي يتوصل إلى هوية المجرم الحقيقي الذي يقتل الشيوخ والنساء، وييتم الأطفال، وينشر الإرهاب والموت والخراب، ويمارس الإبادة الجماعية والفردية بحقّ شعب أصيل راسخ ومتشبث بأرضه منذ آلاف السنوات، فالجريمة موثقة بكاميرات الإعلام وبالفيديو، والاحتلال الحاقد لا يستطيع أن يبرئ نفسه أو يدعي أن الشهيدة كانت تشكّل خطراً على جنوده ليقتلها بهذه الطريقة المشينة والجبانة.
الحادثة هي بلا شك جريمة حرب بامتياز وجريمة ضد الإنسانية بلا منازع، وهي في الوقت عينه تشكّل صفعة على جبين المجتمع الدولي وجبين كلّ من سارع قبل أيام لإدانة عمل بطولي نفذه فتى فلسطيني ضد جنود ومستوطني الاحتلال في تل أبيب انتقاماً لجرائم لا تنتهي يقوم بها كيانهم الغاصب ضد شعب مظلوم محتلة أرضه ومهدورة حقوقه.
ربما لا تملك الشهيدة سباتين عينين زرقاوين أو شعر أشقر لتثير عواطف الغرب وعواطف حكوماته الداعمة للإرهاب، بعد أن رأينا عنصريته المقيتة والفاقعة خلال الحرب الأوكرانية، ولا نستغرب إن حظي القتلة بالتعاطف والدعم، فربما يملكون من المواصفات الجسدية الفارقة ما يلبي “نخوته” الافتراضية..!
البقعة الساخنة -عبد الحليم سعود