النص المحفز للإبداع

الثورة _ فؤاد مسعد:
مما لا شك فيه أن للعناصر الإبداعية كافة ضمن العمل الفني أهمية كبيرة في إنجاحه أو إفشاله ، وإن أصاب المرض أي عنصر منها ظهر العمل بشكله العام أعرج بشكل أو بآخر ، وتختلف نسبة (العرج) وفقاً لقوة بقية المفاصل وقدرتها على حمل عبء إضافي عبر محاولة تفادي حالة الضعف ومعالجة ترهل هنا أو سطحية هناك ، ولكن المصيبة إن كان الضعف أو المرض يكمن في العنصر الأساسي والعمود الفقري للعمل وهو النص الذي يعتبر حجر الزاوية في أي مسلسل ، فهناك بون شاسع بين محاولة المخرج والممثلين بث الحياة في نص ميت أصلاً وبين أن يكون النص متماسكاً محكماً مشوقاً تحمل كل كلمة منه قيمتها فتأتي محسوبة بدقة وتبدو عناية كاتبه ببناء الشخصيات واضحة بحيث تحمل كل منها خصوصيتها وتفردها ، عندها يكون (الورق) بمثابة المحرض للعناصر الأخرى لتبدع وتحلّق لأنه أساس عملية الخلق في العمل الدرامي .
من خلال طريقة أداء الممثل للشخصية يمكن معرفة إن كان الدور مكتوباً بطريقة عادية ما يدفعه إلى الأداء الجاف والتقليدي ، أو أنه مكتوب بطريقة تستفزه ليضيف إليه من روحه ويعمّق من تأثيره ، وهناك العديد من الأدوار التي تحمل غنى في مفرداتها وتفاصيلها فتأتي مُشبعة بعوالم تحمل ألقها لتشكّل في مجملها حافزاً للممثل وجاذباً تشده إليها ليؤديها بكل ما يمتلك من شغف ، مثل تلك الأدوار تخبئ بين زواياها ثنائية الرهبة والمتعة في الأداء ، هي متعة اللعب والقدرة على توظيف المكنونات الداخلية لتظهر لدى عيش الحالة بكل تجلياتها وتقديمها بالصورة الأكثر تأثيراً ، فتمنح الفنان فرصة ليُظهر ما يمتلك من طاقات وملكات إبداعية ، ويكشف الخوض في غمارها قدرته على التلون والغوص في عمق مفرداتها وتاريخها والشغل على أدق تفاصيلها والبحث عن أدوات تعبير تلائم طبيعتها ومضمونها .
عندما يجد الممثل نصاً هاماً يقف وراءه مخرج يعرف كيف يدير الدفة بدقة وإنتاج قادر على تلبية الاحتياجات ويدرك أن المسلسل يمكن تسويقه وبالتالي تعبه لن يذهب سدى وسيراه أكبر عدد من الجمهور ، عندها سيقدم كل ما لديه بتفانٍ وحب كبيرين ، وهو الأمر الذي يمكن لأي متابع للمسلسلات ضمن الموسم الدرامي الحالي أن يكتشفه ويدرك أين يقدم الممثل نفسه بالصيغة الأفضل وما المسلسل الذي يظهره نجماً ساطعاً ، والشواهد على ذلك عديد ، فعندما نلمس مقدار الدفء الذي بثه الفنان دريد لحام في أركان شخصية أمين ضمن مسلسل (على قيد الحب) ومدى تجلي الفنان أسامة الروماني بتجسيد شخصية حسان في العمل نفسه ندرك المعنى الحقيقي لعبارة (النص المُحرّض) ، وكذلك الأمر في الحضور المختلف للشخصية المركبة والصعبة التي أدتها الفنانة سلاف فواخرجي في مسلسل (مع وقف التنفيذ) والتي احتاجت إلى قدرة عالية على التلون في الأداء وإظهار بواطن الشخصية تارة والوجه الثاني لها تارة أخرى ، كما برزت في العمل نفسه شخصية الأم التي أدتها الفنانة صباح الجزائري ورغم أن مرورها لم يكن أكثر من (ضيفة شرف) على المسلسل إلا أنها تركت بصمتها المميزة وتفاعل معها الجمهور .. وبالنتيجة هي أمثلة غيض من فيض تفسر في أحد أوجهها لماذا نحب فنان في دور ولا نحبه في دور آخر ، إنه الشغف الذي يُعلن عن نفسه في مكان ويغيب في مكان آخر .

آخر الأخبار
هموم بحاجة لحلول في اجتماع الأسرة الزراعية بدمشق وزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني هاتفياً تعزيز العلاقات الثنائية بحث لقياس قوة العمل والبطالة في درعا السفارة الأميركية: دعم واشنطن لعودة السوريين من مخيم الهول خطوة نحو إنهاء أزمة النزوح "القاضي"..مستشار أول لشؤون السياسات الاقتصادية واقع الصحة النفسية والدعم الاجتماعي في شمال سوريا مفوضية اللاجئين تتوقع عودة 1,5 مليون سوري بحلول نهاية 2025 إنتاج حليب النوق تجربة فريدة.. هل تنجح في سوريا؟ خطة طوارىء من حليب النوق إلى جبن الموزاريلا... دراسات تطبيقية تربط العلم بالإنتاج ضمن إعادة هيكلة المؤسسات..  رؤساء دوائر "بصحة " حمص ومزاجية في ترشيح الأسماء الفائضة.. إعادة توزيعهم... الدرويش لـ"الثورة" : عدم توفر البيانات يعيق التخطيط للتحول الطاقي  بمشاركة 182 طالباً وطالبة انطلاق الأولمبياد الجامعي الأول في البيولوجيا   لبنان: الموافقة على خطة عودة النازحين السوريين مدير تربية القنيطرة : تحقيق العدالة والشفافية في المراكز الامتحانية 120468 متقدماً للامتحانات في ريف دمشق موزعين على 605 مراكز سوريا و"حظر الكيميائية" تبحثان سبل التعاون بما يخدم الالتزامات المشتركة  "الأوروبي" يرحب بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا الهاتف المحمول في قبضة الأطفال صيفًا.. راحة مؤقتة بثمن باهظ تداول العملات الرقمية في سوريا نشاط غير قانوني... وتحذير من الاحتيال