قصة كفاح

في مثل هذا اليوم وقبل 76 عاما يحتفل بلدنا بعيد الجلاء وهو تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي عن أرضنا العزيزة الغالية بعد أن سيطر الاحتلال الفرنسي على الأرض لأكثر من ربع قرن، وذلك بعد حبل طويل من نضالات شعبنا ضد أشكال وممارسات الاحتلال، التي مارسها الفرنسيون وحلفاؤهم، ففي السابع عشر من نيسان عام 1946 توج شعبنا مسيرة حافلة بالنضال قدم خلالها الدماء والتضحيات الجسام لطرد المستعمر الفرنسي فكان هذا اليوم عيدا وطنيا نحتفل به مستذكرين بطولات الأجداد الذين تمكنوا بشجاعتهم من إيصال سورية إلى الاستقلال.

فعيد الجلاء هو عيد الوطن يحمل في طياته دلالات ومعان كثيرة,فهو مرتبط بقصة كفاح ونضال طويل خاضته جماهيرنا للتخلص من نير الاستعمار عبر الثورات المتلاحقة والتي اشتعلت في أرجاء بلدنا منذ دخول الاستعمار أرضنا، فأينما اتجهت وذهبت ستروى لك قصص البطولة التي عبرت عنها ملاحم المجد التي سطرها شهداء وأبطال الجلاء, حافزهم التضحية في سبيل حرية الوطن وصون الكرامة وطرد الغاصب، فمن يدقق بطبيعة التفاعل الشعبي مع الجلاء يتحسس معاني الحدث التاريخي, ومن يتمعن بتفاصيل ما جرى يستشعر روح الفعل الوطني وتأثيره على الاستقلال والسيادة على المستقبل, فمن النضال من أجل إجلاء قوات المستعمرين إلى إعلان الاستقلال, ومن البدء بالبناء الوطني السياسي والاقتصادي إلى التطلع نحو المستقبل, يسكن الجلاء بكل هذه المعاني ويملؤها عزيمة وفخرا, وهذا هو جوهر التفاعل الشعبي مع الجلاء ومعانيه المتأصلة فينا.

ولا بد من القول في رحاب هذه الذكرى إن معاني الجلاء عظيمة بعظمة الأحرار الذين ناضلوا ورسموا ملاحم البطولة بأجسادهم ودمائهم لتبقى بطولاتهم تتناقلها الأجيال,فالمناسبة غالية على قلوبنا جميعاً, فهي تحمل في طياتها تاريخا طويلا من النضال وتعني الطهارة من أشكال الدنس والعبودية والتخلف التي فرضها الاستعمار وحاول جاهدا النيل من كرامة الإنسان في بلدنا ولكنه فشل فشلاً ذريعاً بفضل المقاومة التي اشتعلت في كل شبر من أرضنا والتي تتجلى بها صور البطولة والنضال حتى نيل الاستقلال والحرية.

واليوم ونحن نسترجع المعاني السامية التي يُمثلها يوم السابع عشر من نيسان لا بدّ وأن نشير إلى الإرادة الوطنية العالية التي تمتع بها شعبنا في مواجهة الاستعمار القديم وتصميمه القوي على خوض المعارك المتلاحقة لحسم الصراع وإنهاء الاحتلال مهما طالت المواجهة، لمَ لهذه المعاني من دلالات بالغة في هذه الأيام التي يواجه فيها بلدنا حرباً كونية ظالمة يواجهها شعبنا منذ أكثر من احد عشر عاما ماضية ضد الاستعمار الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الغرب وأدواتها في المنطقة، كخطوة مرسومة مسبقاً لتدمير الدولة السورية وتنفيذ خارطة المشروع الصهيوني الهادف لإقامة مملكة يهوذا الكبرى من الفرات إلى النيل.

وتبقى دروس الجلاء حاضرة في أذهاننا جميعا حيث وضعت أساسات متينة للوحدة الوطنية ورسخت عظمة التضحيات التي تبذل للدفاع عن الوطن وهذا ما أثبته بواسل الجيش العربي السوري الذين يواصلون بثبات وعزيمة مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية منذ أكثر من احد عشر عاما حتى تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وداعميه، فملحمة الجلاء تزداد أهمية ونرى فيها ما يحفز طاقاتنا وقدراتنا نحو المتابعة في التضحية وصولا إلى النصر المؤزر والمتمثل بتطهير تراب سوريتنا التي نحب ونعشق من آخر إرهابي موجود على أرضها.

حديث الناس -اسماعيل جرادات

 

آخر الأخبار
مبدع من بلدي روبوتي الذكي باسبارتو توزيع سلل صحية في ريف جبلة مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار