مجازفة الناتو الخطيرة

 

لم يكن توسع حلف الناتو في السنوات التي تلت سقوط الاتحاد السوفيتي يحمل طابعاً سلمياً دفاعياً – كما يدعي أعضاؤه – بقدر ما كان يحمل طابعاً عسكرياً عدائياً تجلى في شن العديد من الحروب حول العالم ولا سيما في يوغسلافيا وأفغانستان، حيث كانت الحربان في جزء كبير منهما استهدافا غير مباشر لروسيا الوريثة الشرعية للاتحاد المنهار، وفي مراحل لاحقة بدأ هذا الاستهداف يأخذ شكلاً مباشراً واستفزازياً عبر ضم جمهوريات سوفيتية سابقة للناتو كليتوانيا وإستونيا ولاتفيا أو عبر إسقاط أنظمة موالية لروسيا بثورات ملونة كما جرى في أوكرانيا عام 2014.

ومنذ الأزمة الجورجية عام 2008 تزايدت المؤشرات التي تؤكد على الطابع العدائي الغربي الموجه نحو روسيا، فالناتو ماض في سياسة محاصرة روسيا وإضعافها وإضعاف دورها وحضورها على الساحة الدولية وخلق مشكلات لها في عمقها الأمني الاستراتيجي، وهو ما رفضته القيادة الروسية وحذرت منه طوال الوقت، ورغم محاولاتها فتح قنوات للحوار مع الحلف للحيلولة دون تصاعد هذا النهج العدائي باتجاه الحرب، إلا أن ما جرى في أوكرانيا بالتحديد كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وهو ما اضطر موسكو للحرب، بعد أن ثبت بالدليل القاطع صحة مخاوفها وخطورة ما حذرت منه.

الناتو اليوم يصعد أكثر فأكثر عبر تمرير السلاح الفتاك والهجومي إلى جانب المرتزقة والإرهابيين إلى أوكرانيا إمعاناً في تأجيج الحرب أكثر وتحريض نظام زيلينسكي على رفض التفاوض والوقوف على الحياد، وربما الأخطر من ذلك هو قيام الحلف بمحاولات ضم كل من فنلندا والسويد المحايدتين إليه لزيادة الضغط على موسكو، غير مبالٍ بالنتائج الخطيرة التي قد تنجم عن مثل هذا السلوك العدواني.

ما من شك بأن الناتو يصب الزيت على النار ويغامر كثيراً بمستقبل البشرية، لأن اندلاع حرب عالمية جديدة لم يعد مستبعداً في ضوء التصعيد الغربي، فروسيا دولة عظمى لديها تحالفات قوية وأوراق قوة كثيرة ولا يمكن الاستخفاف بها أو اختبار صبرها أكثر، وهي لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التلاعب الغربي الخطر بالخطوط الحمراء المرسومة، فهل يعيد الناتو حساباته قبل فوات الأوان أم يمضي في تهوره إلى آخر الشوط..؟!

البقعة الساخنة- عبد الحليم سعود:

آخر الأخبار
مبادرة "جذوري" لتقوية الطلاب العائدين باللغة العربية   محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار