الملحق الثقافي: فؤاد العجيلي:
يرى جابر الساجور مدير الثقافة بحلب أن التوجه إلى الكتاب الشعبي بات اليوم ضرورة أكثر من ذي قبل، وخاصة في ظل توقف إصدار الصحف، والتي كانت بمنزلة وسيلة تثقيف سريعة لمختلف فئات المجتمع.
وأضاف الساجور أنه إذا أردنا أن نستعيد للكتاب الشعبي مكانته فلابد من دعم تقدمه المؤسسات المعنية الثقافية والإعلامية لطباعة مثل هذه الكتاب والتي غالباً ماكان يتم توزيعها مجاناً مع الصحف، إضافة إلى مايسمى مجازاً «كتاب الجيب».
وأشار مدير الثقافة إلى الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة والهيئة السورية للكتاب في هذا المجال من حيث طباعة كتب من هذا القبيل تكون بمتناول الجميع وخاصة حينما تقام معارض للكتاب تقدم فيها الكتاب بأسعار تشجيعية أقرب ماتكون إلى المجان، والهدف من ذلك تشجيع جيل الشباب والناشئة على اقتناء الكتب.
التوجه لإنشاء مكتبات في المؤسسات والمدارس
وأوضح الساجور أنه في سبيل تشجيع القراءة ينبغي على المؤسسات التعليمية والمنظمات والمؤسسات الرسمية تشجيع الجانب الثقافي من خلال إنشاء مكتبات والعمل على إعارة الكتب وتسهيلها، إضافة إلى اعتماد أسلوب الهدية، أي أن تكون الهدايا المقدمة إلى الأطفال والشباب هي الكتاب المناسب للشريحة المهدى إليها.
وختم حديثه أن مديرية الثقافة بحلب لديها مكتبة خاصة للأطفال في عدد من المراكز تتاح فيها المطالعة، كما توجد مكتبة وقاعة مطالعة في المركز الثقافي العزيزية إلى جانب معارض الكتاب التي تقام بين الفينة والأخرى.
مسابقات للقراءة
بينما يقول مدير دار الكتب الوطنية بحلب محمد حجازي إن الكتاب الشعبي مصطلح قد يبدو مناسباً لذلك الكتاب الذي نراه بين أيدي الناشئة والكبار على حد سواء والذي يكثر تداوله وبيعه في المكتبات وعلى الأرصفة في كثير من الأحيان وقد يبدو هو النوع التجاري الرائد وقد نعرفه بأنه الكتاب غير التخصصي ونميز في ذلك كتب الروايات والقصص والكتب الدينية البسيطة التي تخلو من التعقيد وكتب الحب والرسائل والمجلات المختلفة التي تحوي مواضيع متنوعة من رياضة وفن ومقالات في الأدب والفكر.
وأشار حجازي إلى أهمية تلك المرحلة التي نشأ عليها جيل قديم وانتشرت بين أيدي الناس فما من أحد من جيلنا إلا وقد اقتنى عدداً من الكتب من هنا وهناك وساهمت في مرحلة ما في انتشار القراءة فكم منا من قرأ عدداً كبيراً من الروايات وكتب الحب وغيرها وشكلت ثروة لغوية لدينا وحساً إنسانياً جيداً، والآن يبدو أن تلك الفترة تضيع على هذا الجيل فيفوت عليه متعة كبيرة عاينها جيلنا في الثمانينيات والتسعينيات.
ويرى مدير المكتبة الوطنية ضرورة البحث عن وسيلة للعودة إلى تلك المرحلة وتنشيط الكتاب الشعبي، وربما تلعب الشابكة والإنترنت دوراً حيداً في ذلك، وكذلك مسابقات القراءة المنتشرة حديثا مثل ماراثون القراءة التي تقيمها منظمة شبيبة الثورة ومسابقة تحدي القراءة العربي التي تتبناها كذلك المنظمة المذكورة ولابد كذلك من تزويد مكتباتنا بهذا النوع من الكتب التي تكون عامة لكل قارئ إضافة للكتب المتخصصة التي يكون استخدامها محصوراً في فئة صغيرة ونرى أن ذلك لابد من أن ينطلق من المنزل وتشجيع الأهل وكذلك من المدرسة فكم واحد منا انطلق إلى المكتبات العامة لينظم بحثاً أو يلخص كتاباً عن علم أو شاعر أو عن رواية أو قصة وهذا مالم نعد نراه في مكتباتنا من هذا التهافت على المطالعة.
وختم حديثه بأنه لابد من العودة للكتاب لأن فيه لغتنا وسلامة لفظنا وقوة فكرنا
التاريخ: الثلاثاء19-4-2022
رقم العدد :1092