الملحق الثقافي: خلود حكمت شحادة:
تجارة البسطات مهنة رائجة كثرت في أيامنا هذه كباب رزق لأصحابها، ومن أولئك من وجد في بيع الكتب حلاً مناسباً لهوايته وكسب رزقه.
كتب دينية وتحفيزية وترفيهية وأخرى لتعليم اللغات وكثير منهاعن الأبراج، مع بعض الروايات الرائجة والسير الشعبية هي الأكثر رواجاً على البسطات، لكونها تساهم في زيادة المبيعات وفي لقائنا مع أصحاب تلك البسطات قالوا إنهم وجدوا ضالتهم في بيع الكتب وأغلبيتهم من المهتمين بالكتاب والمطبوعات الورقية بأنواعها حيث قال أبو محمود صاحب إحدى البسطات إنه يشعر بالسعادة عندما يجد القارئ كتابه ضمن مكتبته وعشوائيتها ويكون بذاك قدّم شيئاً مميزاً وخدمة لذاك الباحث عن عنوان ما.
عبد الكريم أحد متصفحي كتب بسطة وسط الحلبوني قال إنه طالب ماجستير ويحتاج للكثير من المراجع المطبوعة يبحث ضمن هذه البسطات كونها ذات سعر مقبول وتقدم للقارئ مايحتاجه بعيداً عن المكتبات وأسعارها التي غالباً ماترهق زائرها لذلك نلجأ في البحث عن كتاب ما إلى صفحات الإنترنت او كتب الأرصفة.
أبو محمد لم يفصح عن اسمه، كان يتصفح الكتاب الذي بيده بشغف مقلباً صفحاته عند سؤاله عما يشتري من بسطات الكتب قال إنه يشتري كتبه من بسطات الأرصفة كونها ذات سعر مقبول ولكنه يتصفح كتابه قبل دفع ثمنه لأن الحاجة لثمنه تدفعه للتأكد من محتويات صفحاته واختيارها بما يناسبه ووفق مايحب قراءته.
مكتبات رصيف لإعارة الكتب
واستوقفتنا إحدى البسطات بين جسر الرئيس والحلبوني يملكها شاب عشريني حدثنا عن شغفه بعمله هذا وكيف يتعامل مع كتبه ورواد مكتبته بداية تحدث عن المصادر التي يزود بها رفوفه من مكتبات بيع الجملة أو دور النشر وعن أسعار كتبه التي تتراوح من أربعة آلاف فما فوق وهو يتعامل مع زبائن تتكرر زيارتهم لكتبه بين الحين والآخر لذلك وحفاظاً عليهم وحرصاً منه على استمرار عمله ابتكر فكرة الإعارة وكانت بشرط شراء الزبون لكتاب أول مرة وإعادته بعد قراءته شرط المحافظة عليه ليتمكن الآخرون من قراءته، ومن ثم تبدأ الإعارة لذاك الزبون بكلفة ألف ليرة سورية للكتاب الواحد ومنذ أن بدأ مشروعه بالإعارة زاد الإقبال على مكتبته الرصيفية وكثر زبائنه وثقته برواد كتبه هي ضمانته الوحيدة في عملية الإعارة، وبذلك تحولت بسطته إلى حالة شعبية ثقافية تلبي رغبة القارئ بأقل تكلفة وسعياً لانتشار تجربته أسس صفحة على الفيس بوك لتوزيع كتبه واستسهال عمله واستقطاب قرّاء وباحثين عن المعرفة بما يناسب كل زبون.
زبائن المكتبات الرصيفية لم تنقطع وبائعو الأرصفة مستمرون على أرصفتهم رغم قساوة الظروف يحملون على عاتقهم رسالة قدسية للقارئ متمنين أن يؤدوها على أكمل وجه.
التاريخ: الثلاثاء19-4-2022
رقم العدد :1092