الثورة – آنا عزيز الخضر:
أمسيات موسيقة عديدة أقيمت في قصر العظم بدمشق، وهي أمسيات احتفت بالتراث وأصالته، وأعادته إلى الواجهة لأهداف عديدة، ﻻ تتوقف عند الحفاظ عليه متالقاً وحاضراً دائماً بين الفنون الراقية، وتعريف الأجيال عليه، بل وبأن وجوده يعني حضور ذائقة جمالية أخاذة، يفترض أن تكون مترافقة بالضرورة مع الفنون المتميزة، للحفاظ على مشهد موسيقي يعتدّ به، من ضمن معطيات تتمسك بهويةٍ ثقافية لها ملامحها الخاصة، وعراقتها التي تتطلب التمسك بكل مكوناتها، وقد بدأت تلك الأمسيات بأوركسترا الموسيقا الشرقية، بقيادة المايسترو “نزيه أسعد” الذي تحدث عن الأمسية قائلاً:
“اتّصفت الأمسية بطابعها الشرقي السوري عموماً، من خلال اختيار أعمال لملحنين سوريين، مثل “محمد محسن” و “أبو خليل القباني”، إضافة لعمل آلي من تأليف الملحن “عدنان أبو الشامات”، وبعض الأغنيات التراثية التي عاشت في ذاكرة الكثيرين.
تم تنفيذ الأعمال من خلال أوركسترا الموسيقا الشرقية، وبعناية دقيقة ومحافظة على الألحان الأصلية، مع توزيع موسيقي بسيط، يمكن للأذن الذواقة أن تستسيغه..
والهدف من طرح هذه الأعمال في الحفل، هو الاستمرار بعملية إثبات جمال التراث الغنائي والموسيقي السوري والشرقي، وتعريف شرائح الذواقة على أهمية الأغنية السورية، ودورها في رفع مستوى الثقافة السمعية.
لاقت الأمسية إعجاباً من خلال الحضور الذي استمتع بالأجواء العامة للمكان، وفرضت حالة من التأمل فيه، ذلك
أنها أقيمت في (قصر العظم) وهو مكان يوحي بتلك الأصالة والعراقة، حيث عبر الديكور الطبيعي للمكان عن تفاصيل كلنا نحتاجها، ونتوق إلى الإحساس بها.