ثورة أون لاين :
منذ ثلاث سنوات ونيف وهم يحاولون اغتيال الدور الحضاري لسورية اغتيال ماضيها وحاضرها ومستقبلها عبر ادوا ت ارهابهم بشكل مباشر او غير مباشر ومن المعروف ان سورية هي صاحبة الابجدية الاولى ومنها كان اللون الاول والعطاء الاول وهي كما قال عنها الباحثون الموطن الاول للانسان ولكل انسان وطنان وطنه الاول سورية ووطنه الثاني حيث يولد ويعيش لكن حبله السري دائما وابدا ممدود الى سورية عرف ذلك ام لم يعرف
تراث سورية الحضاري المادي والمعنوي في خطر وهو محط انظار الذين يشنون حروبهم الهمجية عليها لهذا قسموا الوان عدوانهم الى اشكال مختلفة بدءا من التخريب الممنهج لكل مظاهر الرقي والحضارة وبالوقت نفسه العمل على تدمير الارث الاثري ومحاولة تدمير هذا الارث العظيم وقد بدا ذلك جليا واضحا من خلال اعمالهم الارهابية التي عملت على تدمير ممنهج للاثار من خلال السرقة او التدمير او التشويه وسورية التي هي متحف في الهواء الطلق فيها على الارض اكثر من ثلاثة الاف موقع اثري معروف ناهيك عن المواقع الاخرى التي لم يكشف عنها بعد وقد يكون هذا من حسن حظنا
المديرية العامة للاثار والمتاحف عملت على توثيق هذه الانتهاكات واتخذت اجراءات هامة من اجل صون وحماية هذه الكنوز الحضارية والاثرية وفي اطار التوثيق لهذه الانتهاكات اصدرت المديرية العامة للاثار كتابا حمل عنوان : الارث الاثري في سورية خلال الازمة 2011-2013 وهو من تاليف الدكتور مامون عبد الكريم المدير العام للاثار والمتاحف يقول الدكتور مامون : حرصا على ايصال وجهة نظر المديرية العامة للاثار والمتاحف و رؤيتها في التعامل مع ما يتعرض له التراث السوري ورغبة في توثيق ما طاله من اضراروما اتبعه من اجراءات لحمايته قدر المستطاع وتخفيف وطاة الاحداث عليه وتدارك الضررارتاينا نشر ما االعرض الذي الذي قدمته المديرية العامة لاثار والمتاحف من قبلي – طبعا المدير العام – لهذه الادارة في اجتماع عالي المستوى نظمته اليونسكو في مقرها بباريس وشارك فيه السيدة ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونيسكو والاخضر الابراهيمي ورؤساء النمظمات الدولية المعنية بحمايةالتراثالثقافي في العالم
الواقع الراهن
تحت هذا العنوان كتب المديرالعام قائلا : بذلت الميرية العامة جهودا حثيثية للحد من تاثيرات الازمة الراهنة على الاثار وحققت نجاحا على عدة صعد بجهود كوادرها في جميع المحافظات اولها حماية مقتنيات جميع المتاحف في سورية ونقلها الى اماكن امنة واهمها النتائج الايجابية التي حققها التعاون مع ابناء المجتمع المحلي والتي اثمرت حماية وصون مواقع اثرية عدة
تم رصد عشرات المواقع المتضررة حسب الاحصائيات المتوفرة وتركزت في ريف حلب وادلب شمال سورية ودير الزور والرقة في شرقها
المتاحف
يعد حال المتاحف السورية جيدا بشكل عام اذ نجحت المديرية العامة للاثار والماحففي تامين مقتنياتها الا في حالات نادرة في حيت تسببت الاعمال الارهابية باضرار مادية لبعض المتاحف
اذ طالت الاعمال الارهابية الكتلة المعمارية لبعض المتاحف كما في مبنى متحف حلب ومبنى متحف دير الزور اذ تهشمت بعض النوافذ الزجاجية والابواب وتعرضت الاسقف للاذى بسبب التفجيرات التي قام بها المسلحون
كما تعرض متحف حماه ومتحف معرة النعمان ومتحفا التقاليد الشعبية في حمص ودير الزور لاضرار مادية بسبب الاعمال الارهابية وتاذت اسوار متحف تدمر اثر اصابتها بقذائف اطلقتها العصابات الارهابية وقد تطلب ذلك اتخاذ اجراءات سريعة لتامين الحماية المؤقتة للمتاحف
السرقات
شهدت المتاحف السورية مع بداية الاحداث سرقة قطعتين اثريتين هما تمثال برونزي مطلي بالذهب يعود للفترة الارامية من متحف حماة وقطعة حجرية رخامية من متحف افاميا وكذلك سرقت 17 قطعة فخارية وبعض الدمى الطينية من قاعة العرض في قلعة جعبر وسرقة قطع تراثية من متحف التقاليد الشعبية في حلب وهي عبارة عن اون زجاجية وخناجر بغدادية وستة نبال وبعض الالبسة
وفي الاضرار ايضا يتوقف الكتاب عند بعض المواقع الاثرية التي اتخذها المسلحون اماكن لتواجدهم وكيف عملوا على تدميرها وعن حلب يقول : احترقت مئات من المحال الاثرية في اسواق حلب القديمة والتهمت النيران البضائع وبعض الابواب الخشبية الجديدة خاصة في اسواق الزرب العبي العتمة العطارين النسوان الصوف الصاغة كما تدمرت العشرات من البيوت التراثية في حلب القديمة وتضررت اعداد كبيرة من المباني الاثرية
الكتاب مزود بالصور والمخططات التي تدل على ما حدث للمواقع الاثرية ويقد م العملومات ايضا باللغة الانكليزية وكونه صادرا عن عام 2013 ولم يتضمن كل ما جرى للاثار السورية وما حدث من سرقات واعتداءات جديدة فان ذلك يعني ان ثمة جزءا جديدا يجب ان يضاف اليه لتوثيق الوقائع الجديدة مع الاشارة الى ضرورة اعادة ضبط بعض المصطلحات والمفردات التي وردت في الكتاب فهي غير دقيقة وتبدو كانها محايدة حين يقول مثلا : اشتباكات علما انها اعمال تخريبية من جانب واحد هو العصابات الارهابية
وفي الكتاب سرد لبعض المواقع الاثرية السورية وتعريف بها وهو تعريف قاصر كما هة ايضا في ذكر بضع عشرا ت من المواقع الاثرية علما انها تتجاوز في سورية ثلاثة الاف موقع كما هو معروف
يمن سليمان عباس