أيمن فضة رضوان وتعبيرية التجريد بحركات لونية منسابة طلاقة وحيوية

الثورة – أديب مخزوم:

منذ بداياته كان الفنان أيمن فضة رضوان، يزاول الرسم السريع ليحافظ على مهارة وتجليات اللمسة اللونية التلقائية والعفوية والسريعة، في صياغة إيقاعات الشكل التعبيري، المرتبط بالوجوه والعناصر النسائية، والزهور والمواضيع الأخرى المختلفة، مركزاً في كل مرة لإظهار حركة الخطوط الرفيعة المتداخلة والمنسابة طلاقة وحيوية، والتي تحدد العناصر والأشكال المبسطة والمختصرة والمحورة.
كما أن الغزارة في الإنتاج والعرض (في سورية والخارج) قدمت إليه معطيات فنية كثيرة، فكانت مجالاً رحباً لاستشفاف ترسبات الداخل، فاللون أصبح في أعماله الأخيرة، أكثر حرارة وحيوية وتعبيرية وانفعالية، وذلك لأنه أصبح يرسم كما يتنفس، ولهذا نجده يبحث بشكل يومي عن الانسجام المركب من الحركة واللون، يبحث عن ذلك الجو اللوني التلقائي، الذي يعتمد كثيراً على حريته وحساسيته البصرية والروحية، ويظهر العلاقات الحيوية داخل مساحة اللوحة.
ولقد عمل على دمج الموسيقا بالفن التشكيلي، عبر خطوطه وأشكاله وعناصره البصرية، للوصول مجدداً إلى ما يسمى بالموسيقا البصرية، المسموعة بالعين، والمتتابعة دون توقف، والتي تتوالد من إيقاعاتها اللونية العفوية مؤشرات الإحساس بالموسيقا البصرية المرافقة للموسيقا السمعية. وعلى سبيل المثال تبرز الإيقاعات الموسيقية السريعة في اللوحة عبر الحركات اللونية الانفعالية السريعة، وعلى العكس من ذلك تظهر الإيقاعات الموسيقية الهادئة، من خلال اللمسات اللونية الهادئة والبعيدة عن الانفعال والتوتر والقلق الداخلي. ويمكننا أن نشاهد الإيقاع الحواري بين اللمسات اللونية المتجاورة أحياناً، وهذا يسمح ببروز إيقاع موسيقي خاص لدلالة اللون في مساحة اللوحة، والتي تحددها فروقات مرهفة شديدة الحساسية، تساهم فيها تضاريس المادة اللونية، ولمسات الفرشاة وارتجافاتها الانفعالية والعاطفية ومداها الفيزيائي الطبيعي، وتنوع الدرجات اللونية وتوضع الطبقات الكثيفة والشفافة، وغير ذلك من المؤثرات البصرية اللامتناهية. حيث تظهر الإيقاعات البصرية الموسيقية عبر تلك التموجات الحاملة عفوية وتر اللون ونغم اللمسة التي تختصر بدورها تقاسيم المفردات التشكيلية المسموعة بالعين، فكل لمسة أو حركة لونية تصبح مصدراً من المصادر الأساسية للحركة اللحنية في موسيقا اللوحة، وبمعنى أدق تصبح اللوحة نوتة موسيقية للمقطوعة المرافقة، بحيث يمكن الإحساس بها عن طريق العين، فالمؤثرات البصرية التي تكوّن موسيقا اللوحة يمكن قراءتها على أساس تنويعات النغم الموسيقي الافتراضي المرافق للرسم. وهو يغامر، حين يقفز أحياناً بعيداً عن جماليات الذوق العام، فيبحث عن وحشية اللون (نسبة إلى الوحوش الجدد في الرسم المعاصر) ويتعامل مع ألوانه وخطوطه مرة بليونة وحنان، وأخرى بوحشية وعنف.
ولعل هذه الحرية التي ينطلق منها في صياغة عمله الفني، هي التي أسست لشخصية فنية تتكرس من معرض إلى آخر، فالحرية هي التي تحقق التميّز، وهي التي تقوده إلى أن يكوّن ذاته وشخصيته.
كما أن الغزارة في الإنتاج والعرض، قدمت إليه معطيات فنية كثيرة، فكانت مجالاً رحباً للتعبير بحرية أكبر، وبغنى لم يكن ممكناً أن يتوفر خارجها، والرسم المباشر والسريع الذي مارسه أيمن أمام الجمهور، كان يغذي دائماً هذا الجانب ويترك فسحة من الحرية للكشف عن الذاتية الثقافية، ووسائل التعبير الملائمة لهواجس الرسم الحي، الذي يضع الخطوط العريضة للتقنية والمادة والمعالجة. وهذا يعطيه المزيد من الحرية في تحريك اللون وصياغة الخطوط، بحيث تتحول الأشكال والعناصر والرموز إلى ضربات ولمسات ولطخات لونية وحركات خطية، فيها الكثير من التنويع العاطفي والوجداني والذاتي.
وما هو لافت رغبته الأكيدة في البقاء ضمن حدود الأشكال والواقع، وعدم رغبته في الانجراف بالموجة التجريدية، فهو مهما غاص في الاختزال والتجريد، يبقى على صلة بإشارات الموضوع المتخيل، وعناصره الحية، التي تقيم علاقة بين اللون والاحساس وبين الحضور والتلميح الشكلي. وفي لوحاته الجديدة يهدف التعبير من خلال عناصره الانسانية عن أقصى حالات المرارة والمعاناة والقلق، الموجود في الواقع الحياتي الراهن، فاللوحة التعبيرية هي مرآة لميلوديا الداخل والخارج معاً، بين رؤية الواقع ورغبات تجاوز فواجع هذا الواقع.
يذكر أن الفنان أيمن فضة رضوان من مواليد وسكان مدينة السويداء، ويمكن أعتباره أحد أغزر فناني جيله في الإنتاج والعرض (أقام عشرات المعارض الفردية ) إلى جانب مشاركاته الدائمة والمتواصلة في المعارض الجماعية الرسمية والخاصة، كما قام بالرسم المباشر أمام الجمهور، في أكثر من صالة عامة وخاصة، ويتميز بقدرته على الرسم بسرعة قياسية، وسبق ورسم لوحات معرض كامل في يوم واحد، ولقد أعاد التجربة في أماكن عديدة.

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا