وأنا أتهيأ لكتابة الزاوية لهذا الأسبوع، جالت في مخيلتي العديد من العناوين، عسى ولعل أن تكون عنواناً لهذا الأسبوع ونحن نودع شهر رمضان، فلم أجد عنواناً أبلغ وأنسب من حبنا لمدينتنا ” حلب ” ليكون عنواناً ننطلق من خلاله لخدمة هذه المدينة لأنها أعطتنا الكثير على مدى عقود عديدة من السنوات ومن قبل أعطت لآبائنا وأجدادنا واليوم لنا وغداً لأبنائنا وأحفادنا.
ولأنها حلب، فقد ترجم أبناؤها حبهم وإخلاصهم لها ولأبنائها خلال شهر رمضان من خلال القيام بمبادرات خيرية جماعية وفردية منظمة وعفوية تمثلت بتقديم سلل غذائية وألبسة ومعونات مالية خففت من حدة متطلبات العيش ومكنت الأهالي من تأمين متطلبات هذا الشهر الكريم ولو بالحد الأدنى، وبعيداً عن كل ماقيل ويقال عن بعض المبادرات فإنها بالتأكيد تعبر عن أواصر المحبة والأخوة التي تربط بين أبنائنا وتحليهم بحب الخير والإيثار ” ولو كان بهم خصاصة ” أي حاجة..
هذا السلوك الذي عاشته حلب خلال شهر رمضان المبارك يجب أن لايتوقف عند نهاية الشهر، بل يجب أن يمتد ليشمل السنة كلها ولاسيما من خلال الأفراد ومن خلال الجمعيات الخيرية والصحية والاجتماعية، كل يقدم الخير ويساهم فيه حسب مجال تخصصه، هذا من جهة فاعلي الخير، وهنالك مطلب من محبي فعل الخير نضعه برسم التجارة الداخلية وحماية المستهلك من شأنه في حال الموافقة عليه أن يخفف من حدة الغلاء ويخلق روح المنافسة، وهذا المطلب السماح لكل الفعاليات التجارية وعلى مدار العام القيام بتخفيضات على السلع والمنتجات ” غذائية – ألبسة – أحذية – منظفات …. إلخ ماهنالك ” وعدم التقيد بمواسم التخفيضات، فهل تكون ” التجارة الداخلية وحماية المستهلك ” هي الأخرى محبة للخير ومشجعة له عبر سماحها بالتخفيضات على مدار العام، لأن حلب عنوان الخير وأهلها محبون لها.
أروقة محلية -فؤاد العجيلي