إذا نظرنا إلى الأرقام التي وصلت إليها كرة القدم في السوق المالية العالمية، فسنجد أن هذه اللعبة تحولت إلى الصناعة الشرعية الأولى على مستوى العالم، من حيث حجم المداخيل والأرباح للعاملين في هذه الصناعة، وقد وصل حجم السوق الرياضية إلى 145 مليار دولار حول العالم هذا العام، وهذا الرقم سيعلم القارئ أنه ضخم إذا قارناه بالناتج المحلي الإجمالي للدول الفقيرة، إنه فعلياً أكبر من الناتج المحلي لـ 110 دول !!.
نريد هنا التطرق إلى موضوع في غاية الأهمية يخص كرتنا، وهو الشراكة الاقتصادية مع القطاع الخاص المحلي والعربي والعالمي، ونحن نتحدث هنا عن شراكة وليس عن الخصخصة، تلك الكلمة المرعبة التي نخافها دون أن نجرؤ على دراستها وفهم فوائدها.
الشراكة هي ما تمكنت منه إدارة نادي الوحدة مؤخراً ونجحت بالوصول لاتفاق مع شركة ألمانية للتجهيزات الرياضية، حيث يقدم نادي الوحدة متجراً للشركة في مقر النادي، وتقوم الشركة بطرح منتجاتها داخل المتجر، ويتقاضى النادي مبلغ 75 مليون ليرة سورية سنوياً بالإضافة لثلاثة بالمئة من قيمة المبيعات تتضاعف بنسبه ثلاثة بالمئة سنوياً و جائزة قيمتها 25 مليون ليرة سورية في الحال الفوز ببطولة الدوري أو الكأس.
إن هذه الخطوة التي أقدم عليها نادي الوحدة شديدة الأهمية للكثير من الأسباب التي لا تخفى على أحد، فالبلد الآن بأمس الحاجة إلى استقطاب المال العربي والعالمي وإلى استقطاب الشركات والكيانات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما يصب في صالح كسر الحصار الظالم على الشعب السوري، كما أنها تشكل خطوة مهمة في فتح الباب أمام الاستثمار في الدوري السوري والرياضة السورية بشكل عام فإن توقيع الأندية لشراكات استراتيجية يعد نقلة كبيرة للاستثمار الرياضي وتحويل الأندية إلى كيانات ذات مردود كبير تتمتع بحريّة الحركة والاستقلالية والاكتفاء، وتساهم في رفد الاقتصاد الوطني ودعم المجتمع، نعم إن الرياضة والاستثمار فيها مهمان لهذه الدرجة وأكبر.
يعد تفوق الأندية وتطورها وحصولها على دكة احتياط تحوي النجوم، المغناطيس الجاذب للرعاة والمستثمرين، والعكس صحيح أيضاً فإن الرعاة والمستثمرين قادرون على جعل الأندية ذات قوة اقتصادية قادرة على جذب النجوم إلى دكة احتياطها فما بالك بملاعبها؟! هذا ما يمكن أن نصطلح عليه بقانون الجذب الكروي المتكون من معادلة يؤدي أحد طرفيها إلى الآخر، فمتى نشهد ولادة قانون الجذب الكروي السوري؟
مابين السطور -سومر حنيش