فائض القوة، أي قوة، إن لم يحكمه العقل والمنطق والرؤيا الإنسانية فسوف يتحول إلى فعل متوحش، وحسب الفائض الذي يكون.
في المال والاقتصاد وحتى البنية الجسدية للإنسان لا بد من ترويض هذا الفائض وتدجينه ليكون قادراً على أداء دور إنساني فاعل.
فكيف إذا كان الفائض بقوة السلاح والفتك والإعلام والتضليل، تمارسه إمبراطورية لم تكن في يوم من الأيام على خط العمل الإنساني المشترك.
أميركا التي توحشت بفعل ما نهبته من دول العالم وبفعل غطرسة القوة التي مارستها في كل مكان.. تزرع النزاعات وتعمل على تأجيجها وتقدم نفسها على أنها الشرطي.
في الحرب التي تجري في أوكرانيا وهي حرب روسية دفاعية بوجه هيمنة ومخططات الناتو العدوانية ظهرت كل ألوان التوحش والخبث الغربي بقيادة واشنطن.
من مختبرات وخطط وغير ذلك.. واللافت منذ أيام الاحتيال الأمريكي في إصدار التشريعات إذ صوت الكونغرس على قانون يسمح للرئيس الأمريكي بتأجير المعدات العسكرية لأوكرانيا.. تأجيراً وليس بيعاً أو تقديمها بشكل آخر.
أليس الأمر أكثر من صفاقة في محاولة الضحك والاستهزاء بالعالم.. واشنطن تؤجر قوتها…؟ هل هي بحاجة إلى الدولارات مثلاً؟ ما الذي يمكن أن يجده المتابع وراء هذا المصطلح غير محاولات مخذولة لصب المزيد من الزيت على النار.
أميركا تبيع كل شيء إلا مصالحها، وأوكرانيا ليست هي التي سوف تستأجر بل هي الأجير ريثما تنتهي مصلحة واشنطن هناك ثم تلقى على أول مكب نفايات عالمية راكمته واشنطن.
البقعة الساخنة -ديب علي حسن