خارج الخدمة

رحلة شاقة يعيشها المواطن مع نهاية كل شهر أو بدايته لعملية استلام الراتب من الصراف الآلي، الازدحام على الصرافات في مدينة دمشق -وهي العاصمة- أصبح حالة مرضية تستفحل يوماً بعد يوم، وتنعكس على جميع العاملين سواء كانوا على رأس عملهم أم متقاعدين.

الكل ينتظر دوره لساعات طويلة، بعد أن ينتهي من جولته المكوكية على الصرافات في عدة مناطق في المزة وفي فرع التأمينات وفي البرامكة وغيرها من المناطق. ولأن عدد الصرافات قليل مقارنة بأعداد طالبي الخدمة ونصفها معطل أو خارج الخدمة فإننا نجد أمام كل صراف يعمل ثلاثة صفوف من الناس الذين ينتظرون دورهم … منهم المريض ومنهم من تجاوز عمره الستين عاماً ومنهم من أخذ إجازة ساعية من عمله ووو الخ من الحالات التي جعلت من موضوع قبض الراتب حالة مأسوية لا تمت إلى الحضارة بصلة.

الوصول إلى كوة الصراف ليس بهذه السهولة، والحصول على الراتب يحتاج لمزيد من التعب. فالمشكلة تكمن أولاً في أن معظم الصرافات وخاصة الموجودة في أماكن العمل والمؤسسات والتي يفترض أن تحفظ ماء وجه العاملين في هذه المؤسسة أو تلك هي خارج الخدمة ومعطلة بشكل شبه دائم. وثانياً أن جميع هذه الصرافات مرتبطة بموضوع انقطاع الكهرباء فهي حتى لو كانت غير معطلة فهي لا تؤدي الخدمة. وثالثا: عدم وجود مبالغ مالية كافية داخل الصرافات فمن المحتمل أن يصل الموظف إلى الكوة بعد طول انتظار ليجد أن الصراف قد فرغ من النقود.

المشهد ليس جديداً إلا أنه كان أكثر إيلاماً خلال الأيام الماضية، فالعيد على الأبواب والجميع بحاجة إلى الراتب.. وغالبية الصرافات تحمل عبارة (عذراَ الصراف خارج الخدمة) نظراً لتأخر رواتب المتقاعدين وتداخل التوقيت بين موعد رواتبهم ورواتب الموظفين معا. فكان الازدحام شديداً والانتظار طويلاً إضافة لما رافق ذلك من مشاجرات وتدافع بين الناس وعبارات الشتم والتهديد بإغلاق الصراف أو قطع الكهرباء من قبل الموظفين القائمين على الصرافات.

للأسف لم تثبت هذه التكنولوجيا وجودها كحل لاستلام الراتب -وفي وضعها الحالي- فإن هذه الأجهزة الذكية لم توفر الوقت والجهد وفقاً لأسباب وجودها .. وما حدث ويحدث هو عكس ذلك تماماً فبدل توفير الوقت باتت زيارة الصراف أكبر مضيعة له من حيث عدد مرات الزيارة أو ساعات الانتظار جراء الازدحام وردود المعنيين الجاهزة وغير المقنعة.

لا نستغرب أن تتجه المطالب اليوم للعودة إلى الطرق التقليدية في استلام الرواتب والحصول عليها عن طريق المعتمدين في أماكن العمل، إذ لا يحتاج الموظف لترك عمله والخروج بحثاً عن المواصلات للوصول إلى صراف يعمل وموجود في الخدمة. علماً أن مقومات عمل الصرافات بسيطة فهو لا يحتاج لأكثر من توفر شبكة انترنيت عالية السرعة وتيار كهربائي مستمر وتغذية متواصلة بالأوراق النقدية وتأمين قطع غيار للصراف عند الحاجة لصيانته.

 عين المجتمع -ميساء الجردي

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب