يعتقد الأميركيون _ والاعتقاد يعني الجزم _ أنهم شعب الله المختار قولاً وعملاً، وأن أميركا كما يسمون أنفسهم أمة القطيعة مع الماضي، أي أنها مكلفة برسالة سماوية هي قيادة البشرية وفق أجندتها التي لا ترى الآخر إلا تابعاً أو خادماً لمصالحها ويمكن استخدامه إلى حين.
هذا ليس تنظيراً إنما واقع حقيقي تدل عليه وقائع التاريخ منذ تأسست الإمبراطورية الأميركية وضعت أدوات توحشها التي تشرعن التدخل في كل شؤون العالم.
تابعوا القرارات والتشريعات التي صدرت عنه منذ أن بدأ تدخل واشنطن في العالم فلن تجدوا إلا قرارات العدوان وإجازة التدخل بشؤون الدول التي لا تقف في طابور التبع ..
الكونغرس الأميركي يقدم نفسه على أنه برلمان العالم والمشرع له..
ويمكن ببساطة متابعة ما يصدره من قرارات وتشريعات حول أي حدث في العالم لنرى أن الأمر ليس أبعد من عدوان على حريات العالم وطمس لكل إرادات الشعوب.
منهمكون بإصدار تشريعات تعاقب الشعوب وتحاصرها، تمنع الغذاء والدواء والماء وكل أسباب الحياة، وفوق هذا وذاك يعمدون إلى تشريع الإرهاب ودعمه بأساليب كثيرة تكشفت وتعرت..
الكونغرس الأميركي ليس إلا ذراع أميركا العدوانية التي نظن أنها تمنحها صكوك الغفران لما تقوم به..
ثالوث العدوان، (الدفاع الأميركية ومعها الخارجية والكونغرس) هو الخطر الأكبر على العالم بما يصنعه ويعده من أساليب عدوانية مخرجها النهائي البيت الأبيض ذو السلوك الأسود.
السابق