أدبُ الرسائلِ هل انتهى؟

الثورة:
إنه لونٌ من ألوان التواصل بين الناس أينما كانوا؛ الرسائل التي ظلت لقرون من الزمن تشكل اللهفة، مغلفٌ يحوي داخله نصاً مكتوباً قد يكون من ابن إلى أمه أو العكس ربما تكون المسافة قريبة جغرافياً وزمنياً وربما بين قارات..
إنه الحنين إلى الورق والحبر واللهفة.. ورسائل الكتاب بينهم تحمل ألوان الإبداع، فكيف إذا كانت تعبِّر عن مشاعر جياشة..
من ينسى رسائل جبران ومي أو غادة السمان وغسان كنفاني أو ديزي الأمير وخليل حاوي.
اليوم تعود إلى الواجهة رسائل البير كامي
الأديب الفرنسي العالمي، وماريا كازارس.
وقد ترجمها إلى العربية سعيد بوخليط،
من الرسائل تبدو التي تحمل الرقم ٢٥ مترفة بالشوق والحنين، تقول الرسالة:
الرسالة (25)
(الخميس 12- سنة 1948..
آه حبيبتي،كم كنتُ سعيداً بالأمس، لقد صادفتُ رسالتكِ حين عودتي مساء، وقد قضيتُ اليوم بأكمله في جبل فوكلوز Vaucluse،على هضبة مقفرة، مفتوناً بالدفء، و زيز الحصاد ثم الأدغال اليابسة.
في طريق العودة قلتُ مع نفسي ربما تنتظرني رسالتكِ(يمر ساعي البريد ظهراً).
هكذا وجدت أمامي رزمة رسائل أغراض مختلفة ثم وأنا أتصفحها بسرعة لم أنتبه لرسالتكِ.
لحظتها،أحسستُ بتضاعف كبير لتعب مشي ذلك اليوم الطويل وأيضا بنوع من الجفاف، لكن حينما صعدت إلى مكتبي، عثُرتُ على ما ترقبته. صار خط كتابتكِ صغيراً إلى حد ما، بينما توقعت كما الشأن معكِ سابقاً، انحناءاته وانثناءاته الجامحة.
بالتالي أجدني أمام كتابة مُدَرَّبة، متراصة، تهتدي بي عبر جوانب إطار الرسالة، وفق إيقاع لازمة تكرست، هكذا قفز قلبي من مكانه، وحيداً في هذا المكتب الهادئ مع كل ضجيج الليل المتأتي عبر شباك النافذة، انكببتُ على التهام صفحات رسالتكِ، يتوقف قلبي أحيانا.
فيما سبق انساب مع قلبكِ، ينبض مع مجرى الدم نفسه، ونفس الدفء، وكذا ذات السعادة العميقة.
طبعا، أود أن أكتب فوراً كي أستفسركِ عن بعض الشروح، تهم المقاطع التي ربطت بي مسؤولية تعطيل كل شيء، لكن هذا الصباح أدركت لاجدوى من فعل ذلك من خلال رسالة. لذلك حين لقائنا، سأعيد قراءة هذه الصفحات أمامكِ وسأطلب تفسيراً حول كل كلمة على منوال مايجري داخل فصل في الثانوية، ماتبقى لدي هذا الصباح، سعادة عميقة، متحررة وشاكرة، بعد الأرق الكبير الذي أصابني تلك الليلة، وأنا أقلِّبُ في دواخلي جُمَل رسالتك).
كم نحن بحاجة إلى دفء الرسائل والخروج من برد الفضاء الأزرق إنها نفحات إبداعية تثري الحياة نتوق لأن يفتح من لديه من كتابنا صندوق بريده وينشر الرسائل التي يعدها كنزاً لا حدود لقيمته ونعرف أنهم أنهن موجودون.

آخر الأخبار
معهد جيل الفرقان يكرّم حفظة القرآن الكريم في الدانا بريف إدلب فنادق الأربع نجوم بوسط دمشق.. عبق التاريخ ودفء الضيافة "التعاون الخليجي" يبحث إطلاق منتدى استثماري مع سوريا ويؤكد رفضه التوغلات الإسرائيلية أزمة النفايات في سوريا بعد الحرب.. تهديد بيئي وصحي يتطلب استجابة عاجلة تقرير حقوقي: 91 ضحية في سوريا خلال آب 2025 بينهم أطفال وسيدات وضحايا تعذيب "تغيير العملة".. قرار استراتيجي يتقاطع مع الإصلاحات الاقتصادية منصة لتبادل الخبرات.. مشاركة غنية للركن الشرقي في المعرض معرفة مصير المفقودين والمغيبين.. حاجة وطنية لتثبيت دعائم السلم الأهلي معرفة مصير المفقودين والمغيبين.. حاجة وطنية لتثبيت دعائم السلم الأهلي صناعة الحرير الطبيعي عراقة الحضور في فعاليات المعرض بين التسوق والاستكشاف والترفيه.. زوار المعرض يتوافدون بكثافة منصة "نبراتي" تدخل السوق السورية بخدمات تقنية رائدة رحلة جديدة وممتعة للمعرض القطار يسهل وصول الزوار بأجواءٍ من الراحة والحماسة افتتاح ضاحية الأمل في ريف إدلب لإيواء متضرري زلزال 2023 جناح مؤسسة مياه الشرب في دمشق.. حملة توعية للأطفال.. ومشروعات استراتيجية للبنية التحتية المائية معرض دمشق الدولي.. بين بهجة التنظيم ومعاناة الازدحام "الاستمطار الصناعي" مشروع الضرورة في سوريا.. أول تجربة سنة 1991 حصدت 3.2 مليارات متر مكعب من المياه الأرقام القياسية لزوار المعرض لا تعكس انتعاشاً اقتصادياً حقيقياً عودة باب الهوى..إنجازات "المنافذ البرية والبحرية" تضيء معرض دمشق الدولي وزير المالية لـ"الثورة": تسويات عادلة لملفات الضرائب وعودة الرواتب المتوقفة نهاية أيلول