اختاروا الموت ليتحرر وطنهم ويحيا شعبهم

الثورة – عبد الحليم سعود:

إنه عيد الشهداء، عيد أولئك الميامين العظماء الذين انتصروا بقاماتهم الشامخة على جبروت المحتل العثماني الغاشم وأحكامه وقوانينه وفرماناته الانكشارية الظالمة، فكانوا الحراس الأوفياء للحرية، والعنوان الدائم للنبل والكرم والتضحية، إذ ليس أنبل وأكرم ممن ضحى بنفسه على مذبح الحرية، وقدم روحه رخيصة ليحيا شعبه ويتحرر وطنه وأمته.
هو السادس من أيار عيد الشرف والكرامة والعزة والشهامة، عيد القديسين الأحرار الذين كتبوا بتضحياتهم العظيمة ودمائهم الزكية مجد الوطن وسطروا أنصع صفحات التاريخ بياضاً، فكانوا الأنموذج الأرقى والأسمى الذي تقتدي به كل الأجيال العاشقة للوطن، ليسجل التاريخ أسماءهم بحروف من نور.
لم يكن أبطال السادس من أيار الذين تشرفت أعواد المشانق في ساحات الشرف والإباء في دمشق وبيروت بحمل أجسادهم الطاهرة سوى قافلة من القوافل الكثيرة على طريق الحرية والكرامة والاستقلال والسيادة وصون الوطن والدفاع عن كل حبة من ترابه الطاهر، ففي كل مناسبة دعا فيها الواجب كانت قافلة جديدة تلبي النداء وتنضم إلى من سبقها، لتصون الأمانة وتحفظ العهد وتعبد الطريق أمام قافلة أخرى ليبقى وطن الشمس والأبجدية حراً عصياً على الطامعين والمعتدين وأصحاب المخططات الدنيئة من المستعمرين وأدواتهم وعملائهم، بحيث لم يبقَ حبة من ترابه لم تعطر بدماء الشهداء.
لقد سجلت صفحات التاريخ الحديث أن أبناء سورية كانوا الأكثر اندفاعاً لتقديم الغالي والثمين كرمى عيون الوطن، فمن ساحة المرجة بدمشق إلى روابي ميسلون إلى كل قرية وبلدة في سورية كانوا يتسابقون لنيل هذا الشرف العظيم، حيث طردوا المستعمر الفرنسي البغيض وافتتحوا عصر السيادة الحقيقية والاستقلال الناجز.. ومن أرض فلسطين المحتلة إلى الجولان العربي السوري المحتل كان لأبطال سورية الشجعان مواعيد أخرى لكتابة الأمجاد وصنع البطولات الخالدة بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة.
وخلال أحد عشر سنة ونيف من الحرب الإرهابية العالمية على سورية قدّم أحفاد شهداء أيار أروع الأمثلة في البذل والعطاء والفداء والتضحية، لتتحول كل بقعة من أرض سورية الغالية ساحة لملحمة جديدة من صنعهم، حيث دارت ولا تزال أعنف المعارك مع عملاء المشروع الصهيو أميركي التركي التكفيري من إرهابيين تكفيريين وقتلة ومأجورين ومرتزقة مستوردين وانفصاليين، لتشهد أرض سورية على أيديهم اندحار هذا المشروع الاستعماري الإرهابي الحاقد الذي استهدف تركيع وطن الشهداء ومحو ملحمة الشرف في دمشق وميسلون، والنيل من عرس الاستقلال، وإضعاف روح تشرين التحرير، والإجهاز على روح المقاومة التي أذلت جبروت الكيان الصهيوني.
لقد جعل أبطال جيشنا الباسل كل يوم من أيام السنة قصة نصر حقيقية تحتفي بالسادس من أيار وتكرم رجالاته العظام، وأغنية حماسية جديدة تليق بملحمة ميسلون وأعياد نيسان وبطولات تشرين، زارعين في ضمير الأجيال القادمة أن وطن العزة الكرامة لا يهزم، وأن الشهادة هي الطريق الحتمي لإحراز النصر الأكيد، واليوم يتواجه أبطال الجيش العربي السوري مع أحفاد المستعمر العثماني بوجهه الأردوغاني الإخواني القبيح ويقدمون صورة حية تؤكد أنهم أحفاد أولئك الميامين الذي عبّدوا طريق الشهادة قبل أكثر من مئة عام، فكل الإجلال والخلود والاحترام لشهداء سورية عنوان عزتنا وكرامتنا على مرِّ العصور.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق