الثورة -نوار حيدر
مع إطلالة السنة الجديدة أطلت علينا مجلة المعلم العربي الفصلية في عدد جديد (٤٨١)، والذي تناول جملة من المقالات الفنية والثقافية والتربوية المتنوعة..
جاءت الافتتاحية بقلم رئيس تحرير المجلة السيدة سمر طعمة تناولت فيها الحديث عن البدايات التي على الإنسان التفكير فيها، ليفيض الطريق للسعي إلى أحلامه، على ألا ينسى ذاته وألا يهملها، بل ويسعى إلى كشف مجاهلها، كما يسعى لبلوغ مرامه، فالإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه، وتعهد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك، وذلك أن الكيان العاطفي والعقلي للإنسان قلما يبقى متماسكاً مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات.
وتحت عنوان “نمو الحكم القيمي عند الأطفال والمراهقين” كتب د.عيسى الشماس أن التكوين القيمي يأتي نتيجة تأثر الطفل بالعوامل المحيطة به_ بعد أن يولد وهو خلو من المعارف والخبرات والمهارات_ وتبدو فاعليتها في التشجيع والكف، وفي المدح والذم، وفي الرضا والسخط، ويندرج هذا النمو التكويني للقيم حتى يصل الفرد إلى مرحلة النضج العقلي والوجدانية. فبناء القيم التربوية وترسيخها مهمة صعبة وخطيرة تحتاج إلى أن تزرع في الوقت المناسب وعلى مراحل متعددة ولكل فئة عمرية، ويهيأ لها المناخ الملائم كي تنمو وتثبت بصورة صحيحة.
“كيف تقدمت هونغ كونغ في التعليم” سؤال بحث في حيثياته د.أحمد المحمد حيث لم يكن لإقليم هونغ كونغ تاريخ طويل في التطور، وإنما كانت محتلة من بريطانيا إلى مدة قريبة عام ١٩٩٧م، لكن سرعان ما أصدرت لجنة التعليم قرارها النهائي بإعداد استراتيجيات إصلاح التعليم ودراستها، وذلك لتطوير نظام التعليم القائم، وقد جعلت اللجنة باختيارها موضوعي (التعليم عبر الحياة) و (التعليم من أجل الحياة) مفتاحين لمستقبل الإنسان.
فكرست الحكومة من الميزانية ما يقارب ٢٣% من أجل التعليم لجعل الاستثمار من خلال التعليم والأشكال الأخرى من رأس المال البشري أساساً للتنمية.
فيما كتبت ضحى جهاد أحمد تحت عنوان “استراتيجية مسرحة المناهج” ..يعتبر المسرح من أقدم الفنون التي مارسها الإنسان منذ بداية البشرية، وهو مؤشر على تقدم الأمم وازدهارها، كما أطلق عليه (أبو الفنون) لعراقته واحتوائه على عناصر الفنون الأخرى.
وتعد دراسة مسرحة المناهج من أهم وأحدث الدراسات التربوية والتعليمية، إذ إن المبدع محكوم فيها بقواعد فنية ومسرحية وأهداف تربوية وتعليمية، ويعد المدخل المسرحي وفقاً لنظرية (جاردنر) في الذكاءات المتعددة من أفضل الذكاءات المتعددة لدى المتعلمين.
تحت عنوان “أثر التكنولوجيا المعاصرة في حياة الإنسان” كتبت سلام الوسوف ..يقول المفكر الكبير والشاعر أدونيس” لم يخلق الإنسان إلا ليمزق حجب هذا العالم الكبير، ويسبر أغواره البعيدة، وبهذا كلما أزلنا حجاباً كان يقف دون تطلعنا إلى البعيد نشعر بالمتعة والدهشة معاً”
فهناك من يرى من العلماء بأن التكنولوجيا هي علم الفنون والمهن وخصائص المادة التي تُصنع منها المعدات، وكان أول من طبق النظرية التجريبية في البحوث العلمية هو العالم غاليليو بصنع منظاره المشهور.