تغيب الشمس ولا يغيب الشهيد عن الوجدان وقد كللته أزاهير الروح التي أينعت حضوراً لا يمكن للكلمات أن تعبر عنه مهما توغلنا بعيداً في معانيها ومضامينها.
يأخذنا الشهيد بعيداً في مداراته المضيئة التي تنير لنا العتمة و ترسم لنا الطريق وتحدد لنا البوصلة التي لن نضل بعدها، وقد أضفى طيفه على تفاصيل حياتنا كبرياء وشموخاً ومجداً.
بين شهداء الأمس، وشهداء اليوم، تخضل الذاكرة ويبزغ فجر السوريين عنفواناً وعطاء وإرادة على إكمال المسيرة، مسيرة الشهيد حتى تحرير الأرض من كل دنس الإرهاب ورجسه.
فالشهيد عرس الروح وفرح الذاكرة التي تختزن عطاءاتهم وتضحياتهم التي نستمد منها نبضنا وبقاءنا ووجودنا، كيف لا، وهم الذين ارتقوا ليرتقي الوطن ويبقى حرا وشامخا وعزيزا.
في عيد الشهيد، يغدو الشهيد أكبر وأجل من كل الأعياد، لكن يكفينا أن نكون أمينين لدمائه وأوفياء لعهده، يكفينا أن نستحضر قيمه الخالدة حتى نضفي على كل تفاصيلنا مزيداً من الشموخ والإباء والعزة.
بحضور الشهيد تغيب كل المفردات والحروف التي تعبر عن أهمية وضرورة هذا الحضور الذي يجعل من الذكرى ذاكرة حية تنبض في الوجدان والروح، ذاكرة ترويها وتسقيها دماء شهدائنا الأبرار الذين ما يزالون يزينون جبين الوطن بتضحياتهم وبطولاتهم المستمرة حتى هذه اللحظة.