في تاريخ بناء الأوطان الكثير من المحطات التي لايمكن للمرء أن ينساها, ولايمكن له أن يقول إنها يجب أن تبقى إلى ما لا نهاية, ولاسيما تلك التي تحمل جراحاً تدمي القلب والعين, وبغض النظر عن الكثير من الأفعال التي لم تصل إلى حد ارتكاب الإرهاب قتلاً وتخريباً, يسامح الوطن القوي المقتدر, المنتصر, فالوطن نعمة النعم, وقيمة القيم, ولم يكن في يوم من الأيام إلا رؤوفا بأبنائه يعرف كيف يقدم حبل النجاة من سقط سهوا, أو عمداً, لكنه أدرك أنه قد تورط ويخاف العودة إلى جادة الصواب, وإلى فيء الوطن.
سورية القوية التي انتصرت بأبنائها, بشعبها, بجيشها بقائدها الذي أثبت للعالم أنه الربان الذي يقود الجميع إلى شاطئ الأمان, بكل ما أصدره من مراسيم عفو ومسامحة, وليس آخرها المرسوم الأخير الذي حمل في طياته نبض سورية, وقوتها, وحنو القائد على أبنائه, ولم الشمل ليبقى الوطن أقوى, عزيزاً, عالياً مقتدراً, وهو القائل: السوريون ينتصرون ببعضهم بعض, وليس على بعض.
نعم, ننتصر بقوة الوعي, بفعل التضحيات, بالمسامحة على الرغم من الجراح, ننتصر حين نعرف ويعرف من ضل الطريق أن العدو المتربص بنا منذ قرون دائما يجدد أساليبه وخططه, لكننا نعرف كيف نفككها, كيف نفتدي الوطن, اليوم يكتمل النصر بهيا, سورية تصفح, والصفح قوة حضارة عمرها عشرة آلاف عام من العطاء..
وتعميم وزارة العدل بإيقاف جميع البلاغات في الداخل والخارج يفتح صفحة جديدة, إنه نبل الأوطان وعزيمة البناء, ورؤية القائد الذي جعل سورية محط أنظار العالم احتراماً وتقديراً, والأعداء قبل الأصدقاء على الرغم مما يكيدونه, إنها سورية المتجددة فعلاً وقولاً وبناء.