قراءة نقدية في شعر بدوي الجبل وملحمة الجلاء

الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
من على منبر رابطة الخريجين الجامعيين في حمص، أبحر الأستاذ الدكتور في النقد الأدبي في جامعة البعث “أحمد دهمان”في تجربة الشاعر الكبير بدوي الجبل ” محمد سليمان الأحمد 1903-1981″ ، بعنوان ” بدوي الجبل وملحمة الجلاء”، بحضور عدد من أعضاء الرابطة والمهتمين بالثقافة.
فأشار “دهمان” بأن بدوي الجبل من أهم الشعراء الاتباعيين في سورية، وأنه قد جنح إلى التشبه بالأقدمين، وركز شعره لبعث الأمجاد العربية العظيمة، فاهتم بجزالة اللفظ، ورصانة الديباجة، ووقف خاشعاً في محراب الشعر الأصيل حتى نظن أننا ونحن نقرأ في ديوانه أننا نتعامل مع عظيم الشعر العربي المتنبي، من حيث الجرأة والنزعة الإنسانية والتعبير الصريح.
وأضاف دهمان بأن شعر “بدوي الجبل” توّج بالجزالة والرصانة، وبعث حروفه أنغام الأصوات الشعرية القديمة، وأن أهم ما عرف عن الشاعر أنه كان يدافع عن وحدة الوطن العربي، ويقارع دعاة التجزئة في غير هوادة حتى أطلق عليه لقب “شاعر العربية” فهو القائل:
كلُّ مجد يفنى ويبقى لشعري شرف باذخ ُ ومجدٌ أثيلُ
واعتبر الشاعر بحق شبيه ذاته وله كيان شعري مستقل بأدواته، ديباجة وخيالاً ومعاني ونغماً، درس القرآن والحديث ونهج البلاغة، وأوغل في مطالعة كتب الأدب العربي كالأغاني والأمالي وآثار الجاحظ والتوحيدي، وقرأ المترجمات إلى العربية من علوم إنسانية ونتاجات أدبية، حتى غدا الشعر لديه ترجمات القلب، وليس نظماً تقريرياً بارداً، مصدره العقل أو التكلف أو الصنعة..
وتحدث دهمان عن مراثي البدوي التي ليست شعر المناسبات في شيء، أي ليست تفجعاً ونحيبا وتعداد محاسن، ولكنها تثير الأخيلة بصورة أخاذة لإخوانه الراحلين، تحمل اللوعة، وتضفي على الحزن وسامةً وشعراً يذكرنا بمرثيات أبي تمام للطوسي..
طلعة تفرح العيون وتسبيها وتغزو القلوب كبراً ومجدا
وأن البوح الوطني الصادق الحار العاطفة، والذي يترجم وظيفة الشاعر في مجتمع ناهض يرنو إلى مستقبل عزيز، تجلى من خلاله بدوي الجبل فارس الكلمة المقاتلة، والمعنى المجنح، والرغبة الصادقة في بناء أمة موحدة، تنهض بجهود أبنائها المخلصين، وإن هذا الشاعر الإنسان والفنان الذي كان يأمل أن تبقى ذكراه حية في العقول والقلوب..
وأخيراً: تناول البدوي على المستوى الإبداعي فهو شاعر تمادت في نتاجه الشعري الطرق الشعرية القديمة نظراً وتعبيراً، إلا أنه كان في مستوى القدماء تمكناً وصناعة، فكان صوته عالياً، متميزاً، أوصل الطريقة القديمة إلى نقطة لا يمكن تجاوزها إلا بالتخلي عنها..

آخر الأخبار
آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء