لا يختلف (مؤتمر بروكسل 6) بإخراجه وسيناريوهاته وممثليه، عن المؤتمرات الخمسة التي سبقته لجهة مواصلة الأطراف المشاركة فيه لسياسات التضليل وتزييف الحقائق، بل إنه ربما يتفوق عنها بأنه كان أكثر خداعاً واستخفافاً بعقول كل المتابعين لما يجري في سورية بما فيهم المنحازين لقوى الإرهاب والحرب والعدوان.
منذ بداية الحرب الإرهابية على الدولة السورية كان واضحاً الاستهداف الممنهج للشعب السوري كدور وتاريخ وهوية وحضارة وكقلعة للمقاومة والصمود والدفاع عن كل القضايا والحقوق العربية، والوقوف بوجه كل المشاريع والمخططات الاستعمارية والصهيونية، وكان واضحاً أكثر السياق التآمري الذي بدأت تتكشف فصوله لاحقاً، وصولاً إلى فرض العقوبات على السوريين وحصارهم بلقمة عيشهم ودوائهم وكل مقومات حياتهم، وهذا ما يجعل من هكذا مؤتمرات مجرد مسرحيات هزلية لذرف دموع التماسيح والتباكي على جراحات وأوجاع السوريين وجمع التبرعات التي تذهب لدعم الإرهابيين وتدريبهم وتأهيلهم وإعادة تدويرهم مجدداً بغية إرسالهم إلى جبهات أخرى.
لطالما فضحت دمشق غايات وأهداف هذا المؤتمر البائس الذي عقد من دون مشاركة الدولة السورية!!، ولطالما أكدت أن ما يسمى بمؤتمر (دعم مستقبل السوريين) يهدف في حقيقته لتدمير مستقبل الشعب السوري لأنه لم يعد خافياً على أحد مدى تسييس الدول المنظمة لموضوع تقديم المساعدات الإنسانية وربطه بشروط سياسية مسبقة لا علاقة لها بمتطلبات وأهداف العمل الإنساني، بما في ذلك من خلال عرقلة عملية إعادة الإعمار وتنفيذ مشاريع الصمود والتعافي المبكر، وعرقلة عودة اللاجئين والإصرار على عدم دعمهم داخل سورية بعد عودتهم إليها.
مؤتمر بروكسل بنسخته السادسة، هو محاولة بائسة من المشاركين فيه للاستغراق في أوهامهم وطموحاتهم، وبالتالي الخروج من سياق الواقع الذي يفرض على منظومة الإرهاب والعدوان قراءة المشهد الدولي بكل تحولاته ومتغيراته، وصولاً نحو الخضوع والاستسلام لمطالب وثوابت وحقوق الشعب السوري، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الأميركي والتركي ووقف نهب خيرات وثروات السوريين ودعمهم في إعادة إعمار وبناء ما هدمه الإرهاب والاحتلال.