ثمة قاعدة ثابتة في السياسة والمنطق العسكري تؤكد أن الحسابات الخاطئة والمقدمات غير الصحيحة لن تؤدي إلا إلى الخسارة، وما يبنى على أوهام ترسيخ التعديات يمتلك عوامل انهدامه ونسفه زمنياً، كحقائق مطلقة مثبت صحتها في كل الأحداث والقضايا الكبرى، فما يبنى على باطل وما يؤسس بالتجبر والتعسف والترهيب وغطرسة القوة سينهار لو بعد حين زمني، لأنه لا يملك أسس ثباته وتجذره وديمومته.
انطلاقاً من هذه القاعدة واستناداً إلى حقائق التاريخ والجغرافيا، كل مشروع استعماري توسعي احتلالي في الشمال السوري يستميت لتحقيقه نظام اردوغان مصيره الزوال، وكل مخطط تسعى إليه واشنطن وتطارده ميليشيات العمالة والارتهان للمحتل الأميركي في المنطقة الشرقية لتشكيل كانتونات انفصالية في الجزيرة هو استطالات أوهام، ستقزمها ميادين التصدي والرفض والمقاومة من أهلنا وتؤكدها متانة الانتماء للوطن والتمسك بصون وحدة جغرافيته وترابطها.
فالحديث عن إعفاء جزئي من الإرهاب الاقتصادي الأميركي الممارس على الشعب السوري كما جاء على لسان مساعدة وزارة الخارجية الأميركية بالوكالة فكتوريا نولاند عن المناطق التي تحتلها أميركا وتسرق ثرواتها في المنطقة الشرقية من الخريطة السورية وتخضع لبطش وتنكيل إرهابييها الانفصاليين، وعن مناطق الشمال السوري التي يحتلها نظام تركي مجرم وتعيث فيها فصائل إرهابه إجراماً وترهيباً، بذريعة تنشيط الاستثمار الاقتصادي ومنع عودة دواعش واشنطن، هو فجور أميركي معلن ومحاولات يائسة لإطالة أمد احتلاله، ودوران في حلقات ميدانية مفرغة.
فكل الأحابيل التي يسوقونها ومقامرات حماقاتهم التي يعولون عليها في وقت إرهابي أخير، لن تطيل أمداً احتلالياً، وستبقى مشاهد الإنجاز السوري على الأرض فيصل الحسم، وسيبقى إيقاع خطوات بواسل جيشنا وتعاظم مفاعيل مقاومتنا الشعبية لتحرير كامل التراب الوطني أقوى من المؤامرات.