سبعة عقود على التأسيس الكارثي لكيان الاغتصاب والاحتلال ، الكيان الصهيوني الذي قام بالنار والدم والحديد ، وبتواطؤ القوى الاستعمارية التي كانت تمهد لتأسيسه منذ أن احتلت اقطار الوطن العربي ، اربع وسبعون سنة هذا التاريخ المخجل والمخزي ، ولكن قبله الكثير مما يجب ألا ينسينا ما قام به المستوطنون مع الاستعمار البريطاني ، وتمهيد الهجرات التي لمّت شذاذ الآفاق من كلّ مكان في العالم .
الكيان الصهيوني الذي كان قيامه مشروطاً الاعتراف به بأن تعترف بالشعب العربي الفلسطيني وأن تحترم حقوقه ودولته التي كانت نتيجة التقسيم – ومع أن القرار أيضاً عدواني ويسلب الحقوق العربية لكن الكيان الصهيوني لم ينفذ شرطاً واحداً مما تمّ الاتفاق عليه .
اليوم يظهر أكثر من أي وقت مضى أن الروح العدوانية الصهيونية لايمكن أن تستمر مهما كانت القوى العدوانية التي تدعمها ، يظنون أن امبراطورية التوحش الاميركية ، وقوة البطش قادرتان على حماية هذا الكيان إلى ما لانهاية ، وهو الكيان الذي يرتجف خوفاً ورعباً من كلّ طفل عربي فلسطيني يولد ويمسك بيده حجراً ، فكيف بتعاظم دور محور المقاومة الذي يعرف كيف يرسم ملامح النصر ، مهما ظهر المشهد معتماً ، لكن الخوف الوجودي للكيان الصهيوني باد وظاهر في كلً عدوان يقوم به ، وما اعتداءاته الأخيرة إلا دليلاً على انه فعلا يعيش مأزق النهاية ، ليس هذا من باب التفاؤل الذي يطيب للبعض أن يقول إنه مجرد كلا م – لا ، بل هو حقيقة بدأ الكيان الصهيوني يعيها ، وقادة إرهابه يعترفون بذلك ، سبعة عقود من إرهاب الكيان لن تكون في مهب النسيان ، ويوم الحساب قادم لا محالة ، والنصر صبر ومصابرة وقدرة على اجتراح اللحظة التي لايمكن أن تكون لغير صالح النصر ومحور المقاومة ،وقد اقتربت جداً .