احترامك للناس لا يعني إنك بحاجة لهم بل هي قيمة تقديرية مضافة تمنح العلاقات الإجتماعية والإنسانية وساماً من التواضع والمحبة .
فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه لايمكن له أن يعيش بمعزل عن الآخرين إلا فيما ندر.
حاجة الناس لبعضهم من الصعب الاستغناء عنها بشكلها العام فهي ناموس الحياة والكون، بعيداً عن الأنانية والتزلف وحب الذات.
أن تكون صديقاً وقت الشدة، واخاً حين الحاجة، وأما تستوعب انكسارك، وأباً يجبر خاطرك، لعلها من أثمن الضرورات وأحلاها في علاقاتنا الاجتماعية بغض النظر عن الظروف وما طرأ عليها من تبدلات جذرية أطاحت بكل جميل في حياتنا وتكافل وتعاضد كان حاضراً ومازال وإن خفت بعض بريقه.
فما بقي لدينا من نبض محبة وسلام ورأفة تجاه الآخرين، كفيل بأن نعيد لمشهد التواصل دفئه البنيوي وحيويته المطلوبة بعيداً عن المصلحة والرياء واقتناص الفرص .
ليخرج كل منا ما علق بداخله من يأس وإحباط وتشاؤم، ويزرع في فضاء النفس ذاك الاحساس الجميل المعبر عنه بقول مأثور يدل على مدى العمق والتأثير الروحي والمادي في حياة البشر والمجتمعات ” الجنة بلا ناس لا تطاق وإن كانت جنة”.