“المنطقة الآمنة”.. نكاد نجزم أنه لا يوجد أحد في العالم لم يسمع بهذا المصطلح الذي اخترعه رئيس النظام التركي رجب أردوغان، ولا يزال يهذي به.
هذا المصطلح إن دل على شيء فهو يدل على أن أردوغان يصر حتى اللحظة على ممارسة هوايته الاستعمارية من خلال اللعب على وتر التناقضات الدولية، والاستثمار بالتوترات الإقليمية والعالمية، لتحقيق أطماعه التوسعية في الشمال السوري، وفي المناطق التي يعيث فيها إرهابيوه المأجورون ترهيباً وإجراماً، فيلهث لإنشاء تلك “المنطقة الآمنة” لتكون مأوى وملجأ دائماً لكل التنظيمات الإرهابية التي يرعاها ويحتضنها، ويستثمرها في خدمة أجنداته العدوانية ضد دول المنطقة برمتها.
اللص أردوغان وهو المشهود له بالنكث بالعهود والمواثيق، والتنصل من تفاهمات “سوتشي وآستنة”، يحاول استغلال الوقت ما أمكن، لتكريس واقع احتلاله لأجزاء من الأراضي السورية، وشرعنة هذا الاحتلال، في سياق المخطط الصهيو- أميركي لتقسيم سورية وإضعافها واستنزاف قدراتها، فيعمل على ابتزاز “الناتو” من جهة، ويساوم بموضوع انضمام فلندا والسويد إلى الحلف الأطلسي من جهة ثانية، وأيضاً يلعب دوراً قذراً في الملف الأوكراني في سبيل الضغط على موسكو، من دون أن ننسى ابتزازه للأوروبيين بورقة المهجرين السوريين، وكل ذلك من أجل الوصول إلى “منطقته الآمنة” تلك.
لا يخفى على أحد أن “المنطقة الآمنة” التي يطمح لها أردوغان، وينادي بها، ليست آمنة إلا لأدواته الإرهابية المأجورة على الأرض ولعوائلهم، لا أكثر ولا أقل، والهدف توطينهم في تلك المناطق، ليصار لتتريكها، وشرعنة اغتصابها فيما بعد.
مخطط أردوغان الاستعماري لن يكتب له النجاح، وكل أوهامه التوسعية مصيرها الفشل، فإرادة السوريين هي الأقوى، وبعزيمتهم الصلبة في الوقوف إلى جانب جيشهم الباسل، سيدحرون المحتلين الغزاة، ويفشلون مخططاتهم الاستعمارية، والنصر دائماً حليفهم.