شظايا الكلمات التي تقتلُ.. إن لم !!!!..

 

الثورة – هفاف ميهوب:
قصصٌ قصيرة جداً، تلك التي اختزل فيها الأديب الفلسطيني “سعيد أبو نعسة”، حكايا متخمة بكلّ ما يخصّ قارئٍ، حذّره من امتلاكها، وطالبهُ إن أصرّ على قراءتها:
“لا تبتئس، حصل “شرّ” وأقدمت على القراءة، فاخلع نعليك.. إنك في الزمن المكدّس طوى، وأنا اخترتك، فاستمع لوقعِ انفجاراتٍ ستأتيك من حيث لا تحتسب.. مرّة على شكلِ تهديد ووعيد يختزله العنوان “قبل أن..”، ومرّة على شكلِ حرفٍ هامزٍ يقضّ مضجعك”..
إذاً.. هو واثق أن مجموعته، تشكّل خطراً على كلّ من يقرأها، دون أن يخشى شظايا كلماتها: “لم يعد التراجع ممكناً”، ولا التحسّر على الـ “دريهمات” المدفوعة، “ثمناً لحروفٍ مفخّخة”..
بهذا يبدأ “أبو نعسة” مجموعته التي أراد منها، صدم القارئ الذي أحبّه “حبّاً ثلاثي الأبعاد”، ولأنه ارتضى مرافقته وشخوصه، وحشره بين كتبه الصفراء المدفونة تحت الغبار… الأهم، لأنه شعر أن ذات هذا القارئ، هي ذاته…
إنها الذات التي تأملت لـ “سنوات”، ما في “ثنايا الذاكرة” من فصولٍ موجعة، توالى “الخريف” فيها ساخراً ومذكّراً: “خيمتك اللاجئة ممزّقة”..
هي أيضاً “صورٌ” كلّ ما فيها “عبء” على وجودٍ لا “اكتمال” فيه، بل “مراوحة” جعلته يـ “لوم” كفّه التي بُترت ولم تسقط، بل “طارت كبساط الريح، تبحث في الزحام عمن تصفعه”، دون أن تصفع إلا إياه، بعد أن تحوّلت إلى “قلم متكاسل يحلم بقصّة”، تمزّقت فيها أحلامه، فنزفت أشلاء شخوصه، مثلما وجع أبطاله.. الفدائيون، الذين أحالتهم غرف التحقيق المجنزرة بالإجرام، إلى مجرّد “أرقام”..
هي ليست “سيرة ذاتية” وإنما “الدليل” على أن لا سبيل لحياة آمنه، إلا لمن يدير ظهره ويمشي عكس التيار..
عناوينٌ، لا “تكرار” في مضامينها، بل “تصحيح” يقود إلى أن، أغلب الأصنام التي تحمل أسماء مبجّلة، اختارت أن تضع أدمغتها، في أماكن مُخجلة..
تتوالى الحكايات عبر كلماتٍ أو أسطر ولا صفحات، إلا ويروي فيها “صار يا ما صار”، وبقلم يُدين الفتنة والتعصّب الديني والقتل، ويلعن العدو الصهيوني، وكل من استحقّ أن تشير الأبجدية، إلى ما لديه من الذل والعار..
قصصٌ قصيرة برأيه، لكنها عميقة كنقده.. للوباء الكوروني الذي صدّر للشعوب “كمامات” تجميلية، و للفقر الذي يَقتلُ ولا يُقتل، فيردي في الحضيض معنى وجدوى الإنسانية… لتباهي الأجداد وهماً بانتصاراتهم، وانشغال الأحفاد عنهم بتقنية حياتهم.. لحكايا الأون لاين “السندباد”.. و”الإرهاب” الذي لم يكتف بذبح الأبرياء بسكّين واحدة، بل بكلّ ما في الكون من مدى وحراب”..
باختصار.. ما أراد “أبو نعسة” قوله: تعقّلوا، انهضوا، أصلِحوا، ارتقوا، اصمدوا، قاوموا.. قاتلوا.. قبل أن…
صدرت المجموعة عن “دار دلمون الجديدة للنشر والتوزيع”.. سورية ـ دمشق 2022..

آخر الأخبار
"تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي عودة أولى للمهجّرين إلى بلدة الهبيط.. بداية استعادة الحياة في القرى بعد التهجير قرار حكومي لمعالجة ظاهرة البنزين المهرب .. مدير محروقات لـ"الثورة": آلية تسعير خاصة للمحروقات لا ترت... القطاع العام في غرفة الإنعاش والخاص ممنوع من الزيارة هل خذل القانون المستثمر أم خذلته الإدارات ؟ آثار سلبية لحرب إيران- إسرائيل سوريا بغنى عنها  عربش لـ"الثورة": زيادة تكاليف المستوردات وإعاقة للتج... تصعيد إيراني – إسرائيلي يضع سوريا في مهبّ الخطر وحقوقي يطالب بتحرك دبلوماسي عاجل جرحى الثورة بدرعا : غياب التنظيم وتأخر دوام اللجنة الطبية "ديجت" حاضنة المشاريع الريادية للتحول الرقمي..خطوة مميزة الدكتور ورقوزق لـ"الثورة" : تحويل الأفكار ... " الثورة " ترصد أول باخرة محملة 47 ألف طن فحم حجري لـ مرفأ طرطوس دعم مفوضية شؤون اللاجئين والخارجية الأميركية "من الخيام إلى الأمل..عائلات سورية تغادر مخيم الهول في ... قريبًا.. ساحة سعد الله الجابري في حلب بحلّتها الجديدة لأول مرة .. افتتاح سوق هال في منطقة الشيخ بدر الفلاح الحلقة الأضعف.. محصول الخضراوات بحلب في مهب الريح في حلب .. طلبة بين الدراسة والعمل ... رهان على النجاح والتفوق جيل بلا مرجعية.. عندما صنعت الحرب والمحتوى الرقمي شباباً تائهاً في متاهة القيم التقاعد: بوابة جديدة للحياة أم سجن الزمن؟. موائد الحرب تمتلئ بكؤوس النار ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون