تفتح واشنطن صندوق ألاعيبها وترمي نردها العدواني على رقعة جموحها للهيمنة و ترسم حدود امبراطورية الشر بانتهاكها لحقوق الدول برفض سطوتها التسلطية، لا تهمها تبعات عبثها باستقرار الدول وسلام الشعوب وأمنهم الصحي والغذائي.
فبدائل إرهاب أميركا حاضرة دائماً لتنفيذ مهام تخريبية وشل قدرات الدول لمواجهة العصف العسكري والسياسي والاقتصادي وحتى البيولوجي، ولنا في مختبرات صناعة الموت وتصدير الأوبئة أوضح البراهين على الجموح الأميركي للسطوة على العالم حتى لو أحالته إلى خراب وحقنته بسموم فيروسات وأوبئة.
ندرك أن العديد من دول أوروبا تصفق للباطل الأميركي طمعاً بموطئ قدم استعماري هنا أو فتات مكتسبات من نهب ولصوصية هناك، لكن المثير للاستغراب كيف ترتضي دول الاتحاد الأوروبي السير بعمى بصيرة وانعدام استراتيجي وتتخذ قرارات مدمغة بختم أميركي تفتح من خلالها بوابات شح الموارد ونقص إمدادات الطاقة وتلقي ببلدانها وشعوبها إلى مهاوي العوز لا لشيء فقط لمحاباة سيدها الأميركي عراب الحروب وصانع الأزمات الذي يعكر صفو تمدد هيمنته وجود روسيا ذات الثقل النوعي بميزان القوى الدولي.
بقرار الاتحاد الأوروبي حظر تدريجي لاستيراد النفط الروسي عصب حياة أوروبا وأوكسجين رئتها الصناعية والحياتية، تدفع واشنطن بالقارة العجوز للانزلاق أكثر بوحل الاضطرابات وشح الوقود والكهرباء، الأمر الذي حذر من تداعياته الوخيمة رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول عله يخترق صمم المسؤولين الأوروبيين.
لم ولن تصطف الكثير من دول العالم خاصة في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وراء القرار الأميركي الغربي بمقاطعة موسكو رغم هجمات التأليب والتحريض المسعورة لمعرفتهم بالنفاق و ازدواجية المعايير لدى غرب مرتهن بات يدفع فاتورة تبعيته أزمات حادة، وفي هذا رسالة مفادها أن العالم بدأ يغرد خارج سرب الرغبة الأميركية ويكسر قيود سطوة القطبية الأحادية.