(بِلفاست).. بالأبيض والأسود وحياة بالألوان..

الثورة – لميس علي:
من منظورين مختلفين ستُعرض علينا حكاية (بلفاست)، نص وإخراج الممثل “كينيث براناه”.. وعلى أطراف القصة الأساسية تستميلنا قصةٌ أخرى هي قصة الطفل “بادي”.
لن يطول بنا الأمر لندرك أن حكايته هي المحور التي تدور حوله باقي تفاصيل السردية البصرية التي يقدمها “براناه” مستعيداً ذكريات طفولته بعينٍ واقعية تحاول البقاء مخلصةً للزمن الذي عاشه بمسقط رأسه “بلفاست” أواخر ستينيات القرن العشرين في إيرلندا الشمالية.
فيلم بلفاست، الذي أنتج عام2021، استعرض حالة الاضطرابات لكن لم يخض فيها عميقاً.. ولم تسعَ عين الكاميرا فيه إلى تصوير مُشاهدات دموية أو مبالغٍ بعنفها..
ما فعله المخرج أن أبقى تلك الأحداث خلفيةً لتفاصيل حكاية طفولته وكيف استقبلتها سنوات عمره الغضّة.
الجمالية الأبرز في العمل تمثّلت بالانحياز لقصة الطفل “بادي”.. وبالتالي الانصياع لذاكرةٍ بريئة تستحضر الحدث بمقاييس عالمها الخاص.
تنسج كاميرا “براناه” قدرةً عالية على التقاط الضدية بين عالم الطفولة وعالم البالغين..
ويبدو أن نقله أحداث عمله باللونين (الأبيض والأسود) كان وسيلةً لعكس تناقضات العالمين.. وإن كانت أداة أولى للحفاظ على صدقية الزمن والرغبة بالعودة بذاكرة المتلقي لتلك المرحلة.
استغراق الحكاية وسردها بلونين/ضدّين ليس سوى تأكيدٍ على عكس الحالة الفكرية لذاك الزمن وذويه..
ومع ذلك لا يعني الأمر عدم وجود أناس لم ينصاعوا لتلك الأفكار التي تستنكر وجود الآخر..
عائلة “بادي” كانت خيرَ مثالٍ على وجود أناس يقبلون الآخر كيفما كان هذا الآخر .. عائلة حافظت على العيش الصحي والصحيح ما أمكن لها حتى وسط الفوضى والنزاعات.. لدرجة ستظن فيها كمتفرج أن الحياة ليست كما تُعرض علينا بالأبيض والأسود بل هي حياة بالألوان..
فعائلة “بادي” تحافظ على عادة الذهاب للمسرح والسينما ولقاءات العائلة والجدّ والجدّة والمناسبات الاحتفالية.. ويسعى الأب، أدّى دوره الممثل (جيمي دورنان)، والأم التي أدّت دورها (كاتريونا بالفي)، الحفاظ ما استطاعا منح طفلهما حياة طبيعية في ظل ظروف غير طبيعية.
ويبقى أن مثل هذه النوعية من الأفلام المصنّفة أفلام سيرة، بموضوعها الذي يناقش مسألة الهجرة والانتقال من الموطن لمكان آخر أكثر أمناً وأماناً.. يبقى أنها تلامس ظروفاً مُعاشة في ظل زمننا الراهن.. في هذه البقعة الجغرافية، مع أن أحداثه تعود لأكثر من ستين سنة ماضية.
رشح “بلفاست”، لسبع جوائز أوسكار.. حصل منها على جائزة أفضل سيناريو أصلي، وعرض مؤخراً ضمن فعالية (بيت السينما، صالة الكندي) بدمشق، الفعالية التي أطلقتها المؤسسة العامة للسينما، وبإدارة كل من الناقد والمخرج السينمائي فراس محمد، ورامي نضال.

آخر الأخبار
محافظ درعا يعد بتنفيذ خدمات خربة غزالة الاقتصاد السوري.. المتجدد زمن الإصلاح المالي انطلاق الماراثون البرمجي للصغار واليافعين في اللاذقية محليات دمشق تحتفي بإطلاق فندقين جديدين الثورة - سعاد زاهر: برعاية وزارة السياحة، شهدت العاصمة دم... السفير الفرنسي يزور قلعة حلب.. دبلوماسية التراث وإحياء الذاكرة الحضارية تحضيرات لحملة مكافحة الساد في مستشفى العيون بحلب 317 مدرسة في حمص بحاجة للترميم أردوغان: لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل سوريا  من العزلة الى الانفتاح .. العالم يرحب " بسوريا الجديدة" باراك: نتوقع تشكيل حكومة سورية شاملة قبل نهاية العام أهالي قرية جرماتي بريف القرداحة يعانون من انقطاع المياه "الأمم المتحدة" : مليون  سوري عادوا لبلادهم منذ سقوط النظام البائد  "إسرائيل " تواصل مجازرها في غزة.. وتحذيرات من ضم الضفة   "فورين بوليسي": خطاب الرئيس الشرع كان استثنائياً بكل المقاييس  فوز ثمين لليون وبورتو في الدوري الأوروبي برشلونة يخطف فوزاً جديداً في الليغا سلة الأندية العربية.. خسارة قاسية لحمص الفداء  رقم قياسي.. (53) دولة سجّلت اسمها في لائحة الميداليات في مونديال القوى  مع اقتراب موسم قطاف الزيتون.. نصائح عملية لموسم ناجح "جامعة للطيران" في سوريا… الأفق يُفتح بتعاون تركي