يكفي أن تقوم بجولة واحدة إلى أروقتها وتتفقد عن قرب حجم الأعباء التي تقوم بها على مستوى الجغرافية السورية .لتدرك بالعين واليقين أهمية ماينجز لجميع العاملين بالدولة منذ الولادة وحتى الممات في زمن قياسي تكاد تعجز عنه دول متقدّمة في وقت السلم فكيف اذا كانت تخوض غمار الحرب .
منذ عام ٢٠١١ ولغاية تاريخه ورغم كلّ الصعوبات التي مرّت بها مؤسسات الدولة بقطاعاتها المختلفة بقيت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تعتلي رأس التحديات وتخوض غمار النجاح في كلّ المعارك التـأمينية لتحصيل حقوق العاملين، بعدما أرادت الحرب القذرة خلط الأوراق، وحرق الأصول، وتدمير الفروع، في أغلب المحافظات، ماأدى إلى استشهاد وجرح وخطف وتشريد موظفيها ومراجعيها كحال بقية الفئات والمؤسسات على امتداد مساحة الوطن .
ورغم صعوبة الحصول على بيانات المواطنين والعاملين في بعض المحال والمواقع، لتعويض نهايات الخدمة وإصابات العمل ومستحقات الأمراض المهنية من علاج وغيرها الكثير .إلا أن الحقيقة المرئية الواضحة والتي لايمكن لأحد نكراها هو قدرة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وإدارتها الناجحة والمرنة وإخلاص موظفيها كلّ من موقع عمله، أن تفي بالتزاماتها الشهرية كاملة دون أي تأخير يذكر ،حيث العمل على قدم وساق لإنجازحاجات الناس والمواطنين العاملين بقطاعات الدولة المختلفة من عام وخاص ومشترك.في أقصر مدة ممكنة، إذ لامكان للإحباط والإهمال في ظروف ضاغطة .
لانجامل هنا أحداً بالتأكيد لكن الحقيقة على رؤوس الأشهاد تشي بنفسها ،حيث لدينا من الكفاءات والخبرات والإمكانيات بمثابة جيش حقيقي لإنجاز ملفات معقّدة ومتشابكة لم يكن سهلاً تفكيكها وتبسيطها وإيصالها لمستحقيها في ظروف معيشية كارثية ولكنّها تداعيات فورة الحقد والإجرام.
هذه المؤسسة النموذج يماثلها الكثير من المؤسسات الخدمية الأخرى التي أبت الرضوخ والاستكانة والتخلي عن الواجب، فكانت ظروف الحرب بمثابة غربال لمن يستحق أن يكون في الأعلى ولمن هو دون ذلك،شكراً لكلّ من يعمل وينهض بسورية الأرض والإنسان.