الثــــورة:
النوم القهري أو الخدار أو التغفيق هو حالة مزمنة من اضطرابات النوم، ويمتاز بالنعاس الشديد أثناء النهار ونوبات مفاجئة من النوم؛ الأمر الذي يسبب اضطرابات كبيرة في الروتين اليومي. العلاج النهائي غير متوفر، في حين تساعد الأدوية وإدارة أسلوب الحياة والدعم الاجتماعي، على التحكم بالأعراض.
النوم القهري يحصل في أي وقت من النهار.
أعراض النوم القهري قد تسوء في أول بضع سنوات، وتبقى لمدى الحياة، ولعل أبرزها:
– النعاس المفرط في النهار، حيث يشعر المريض بفرط النعاس في أي وقت وفي أي مكان، ومن دون إنذار.
– قلة الانتباه والتركيز: يظهر النعاس المفرط كأول عارض خلال النهار، مما يفضي إلى صعوبة كبيرة في التركيز والانتباه.
– خلل أو فقدان التوتر العضلي المفاجئ: يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى عدد من التغييرات الجسدية، بدءاً من تداخل الكلام إلى ضعف كلي لمعظم العضلات. وهذه الحالة قد تستمر لدقائق معدودة.
– التخشّب: هي حالة غير قابلة للتحكم فيها، ولا تحدث لجميع المصابين بالنوم القهري. تُستثار هذه الحالة بالمشاعر العنيفة، مثل المشاعر الإيجابية كالضحك والإثارة، أو مشاعر الخوف أو الغضب. على سبيل المثال، عندما يضحك المريض، قد يتدلى رأسه دون تحكم أو تلتوي ركبتاه.
– الشلل المؤقت: يُحدِث الشلل عجزاً عن الحركة أو التحدُّث أثناء الخلود إلى النوم أو عند الاستيقاظ. وهذه النوبات تستمر عادة لبضع ثوانٍ أو دقائق، لكنها تكون مخيفة.
– حركة العين السريعة خلال النوم، وتُعَد المرحلة التي تحدث فيها معظم الأحلام. قد تحدث مرحلة حركة العين السريعة في أي وقت من اليوم في الأشخاص المصابين بالنوم القهري.
– الهلوسات: تسمَّى هلاوس تنويمية إن حدثت في مرحلة الاستغراق في النوم، وتسمَّى هلاوس ما قبل اليقظة إن حدثت وقت الاستيقاظ.
– اضطرابات النوم: قد يعاني الأشخاص المصابون بالنوم القهري من اضطرابات النوم الأخرى، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، ومتلازمة تململ الساقين والأرق أيضاً.
علاج النوم القهري
لا يتوفر علاج نهائي للنوم القهري، ولكن يمكن للأدوية وتعديلات نمط الحياة المساعدة على التحكُّم في الأعراض.
• الأدوية وتشمل:
– المنبهات التي تحفز الجهاز العصبي المركزي؛ وهي العلاج الأساسي لمساعدة المصابين بالنوم القهري، وتتوفر مجموعة كبيرة لا تؤدي إلى التعود عليها، وأعراضها الجانبية بسيطة ولا تسبب خفقان القلب.
– مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) أو مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين: يصفها الأطباء لتثبيط نوم حركة العين السريعة؛ للمساعدة في التخفيف من أعراض التخشب والهلوسة التنويمية وشلل النوم.
– مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: هذه الأدوية المضادّة للاكتئاب، فعّالة في علاج التخشب، وآثارها الجانبية تقتصر على الدوار وجفاف الفم.
– أوكسيبات الصوديوم: تتسم هذه الأدوية بفاعلية كبيرة في علاج مرض التخشب. تساعد على تحسين النوم ليلاً، وهو الأمر الذي غالباً ما يندر حدوثه عند الإصابة بالنوم القهري. وقد تساعد أيضاً في السيطرة على النعاس أثناء النهار، عند أخذها بجرعات عالية؛ لكن لها بعض الآثار الجانبية مثل الغثيان والتبول اللاإرادي وتفاقم حالة السير أثناء النوم.
– العقاقير التي تعمل على نظام الهيستامين الكيميائي واستبدال الهيبوكريتين والعلاج الجيني للهيبوكريتين والعلاج المناعي، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث قبل أن يعتمدها الأطباء.
تحذير: إذا كنت تعانين من أمراض أخرى، مثل السكري وضغط الدم المرتفع، فمن الضروري استشارة الطبيب عن مدى تفاعل الأدوية التي تتناولينها مع أدوية النوم القهري. كما يمكن لبعض الأدوية الحساسية والبرد أن تتعارض مع أدوية النوم القهري. استشيري طبيبك دائماً.
• تعديلات نمط الحياة وتشمل:
– الالتزام بجدول زمني محدد للنوم. أي الخلود إلى النوم والاستيقاظ في نفس التوقيت يومياً.
– أخذ غفوات صغيرة: يمكنك أخذ غفوات لمدة 20 دقيقة في أوقات محددة خلال اليوم، تساهم في جعلك منتعشة وتقلل من الشعور بالنعاس.
– تجنّب النيكوتين: استهلاك النيكوتين، ولاسيما ليلاً، قد يزيد من سوء الأعراض.
– ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة قبل النوم بنحو 4-5 ساعات.
• الدعم: يمكن لمجموعات الدعم والاستشارة تقديم المساعدة لك. استشيري طبيبك لمساعدتك في تحديد موقع مجموعة أو مستشار مؤهل في منطقتك.